مجلة "الكاتبة": أي مفهوم للانوثة ؟ يشهد الشهر المقبل ولادة مغامرة أدبية طموحة وجريئة، مع ظهور العدد الاول من مجلّة "الكاتبة" الشهرية في العاصمة البريطانية. وكما يدل أسمها، تسعى هذه المجلة الابداعية التي يرأس تحريرها الشاعر نوري الجراح، الى أن تكون منبراً متميزاً يستقطب كل الاقلام النسائية في العالم العربي، وكل الكتابات والدراسات والمناقشات والنصوص التي تدور حول المرأة، أو تقيم علاقة ما مع الانوثة بمفهومها الشامل والعريض. والمجلة التي يتضمن عددها الاول مساهمات لحنان الشيخ وجورج طرابيشي وسلوى نعيمي وهدى بركات وليانة بدر وشاكر لعيبي وصافيناز كاظم ولينا الطيبي ومي غصوب وهاديا سعيد... لن تكون - حسب بيانها التأسيسي - "مجلة واجهات نسائية على غرار السائد والمروّج له، بل منبراً ثقافياً ولد ليتجاوب مع الرغبة في حرية مقموعة ... وفضاءً مفتوحاً للتجريب والابتكار"، بعيداً عن "التحجيم والتحجيب" الذين طالما استدرجا المبدعات الى "فخ الاداء الذكوري الطاغي". وفي ظل غياب أو ندرة المنابر الحرة المستقلة التي تعنى بابداع المرأة وبالكتابة المتمحورة حولها، تطمح "الكاتبة" الى تقديم هذا الفضاء الذي يطغى غيابه على حياتنا الثقافية العربية. فضاء مفتوح ل "الاقلام العربية الحرة، مقيمة ومهاجرة" المهتمة برصد "مغامرة الكتابة في المرأة، ومغامرة المرأة في الكتابة". أما أهداف "الكاتبة"، فهي نشر النصوص المتميّزة معتمدة معيار الجودة وحده، واطلاق السجالات المفتوحة واستثارة الآراء المتباينة، انطلاقاً من الحق المقدس في الاختلاف. كما ستسلط المجلة الضوء على صورة المرأة في الثقافة العربية بقديمها وحديثها، وستعمل على اكتشاف الاقلام الشابة وتقديمها... كل ذلك انطلاقاً من أن "الثقافة نتاج يحققه التراكم لا القطع، وأن الابهى فيها يتولد من كسور حادة مع السائد". ألا يفترض سقوط الجدران في عالم اليوم من الوعي العربي أن يراجع حساباته وينفتح على عصره، ويبتكر لغة عالمية قادرة على مخاطبة الآخر؟... لكن مثل هذا الرهان الذي نتساءل اذا كان سيجد طريقه الى الاسواق العربية، يقتضي بالدرجة الاولى "التخلص من عادات ذهنية ولغوية واجتماعية جمّة" في التعاطي مع صفة الانوثة والمفاهيم الملازمة لها. وهنا تكمن صعوبة الرهان، وتبدأ العوائق التي تجعل من مجلة الجرّاح ورفيقاته، مغامرة شيقة، مغرية و... غير محمودة العواقب في الوقت نفسه! معارض تشكيلية وفوتوغرافية في جدة تعرف الحركة الفنية السعودية نشاطاً ملحوظاً منذ أسابيع، ولعل مدينة جدة استضافت في الفترة الاخيرة العدد الاكبر من المعارض التي تراوحت بين الفنون التشكيلية والفوتوغرافية. فقد استقبلت صالة "المركز السعودي للفنون" معرض المبدع المصري عبدالوهاب عبد المحسن، فاكتشف الجمهور تجربته في الحفر، ورؤياه القائمة على اختزال عناصر لوحته بحيث يصبح الخيار الجمالي غاية بحد ذاته. أما عيسى عنقاوي، فعرض في القاعة نفسها أعماله الفوتوغرافية الاخيرة التي تجنح الى ملاقاة الرسم والتشكيل على حساب الامانة الموضوعية للواقع. كما عرض الرحالة سعود الحركان مجموعة من الصور التي حققها خلال رحلاته في مختلف الدول التي زارها خلال عمله مع احدى الوكالات العالمية المعروفة. صورة حركان أقرب الى الريبورتاج، ويبدو الفنان منشغلاً بالحالات الهامشية وتجليات البؤس الانساني. وعاد الفنان السعودي المعروف عبدالحليم رضوي الى ملاقاة جمهوره، في "غاليري رضى للفنون التشكيلية". وهو ينتقل هذه المرة في العمل بالزيت الى أول تجربة في ارتياد فن "الاكواريل" المائيات، ويلجأ الى احتلال قماشته بضربات قليلة، لاعباً ورقة العفوية الحسية في مواجهة البناء الواعي والعقلاني البارد للوحة. لكن الحدث الابرز في الاسابيع الاخيرة، هو من دون شك المعرض الفوتوغرافي الجماعي الذي استضافه "بيت المصورين" في جدة. ضم المعرض أعمال 42 مصوراً وفناناً، ينتمون الى مختلف الاتجاهات من المنحى الاختباري الذي يمزج الالوان ويشتغل على الضوء وينزع الى التجريد، الى العمل التوثيقي الذي يكتفي بتسجيل مشاهد ولحظات وحالات معيوشة، مستقاة من الحياة اليومية. بين الذين اعتمدوا التجريب والاختبار، نشير الى أنس أبو السمح، ابراهيم سراج، محمد باكراع، وليد تميرك، عيسى عنقاوي، زكي سدايو، محمد كناني، سالم بريك، أبو بكر سندي... أما الاعمال التي قاربت التقريرية والمباشرة، فتعبر عنها أعمال عبد الرحمن الشاعر، محمد سليمان جمال، سمير صالح السيد، محمد كيال، سالم باسبعين، رشيد بابو، فائز الحارثي وغيرهم. "قدموس" ضيفاً على "الباليه الوطني التونسي" انتقل "الباليه الوطني التونسي" الذي تديره الفنانة نوال اسكندراني الى مقره الجديد في قصر "برج بكوش"، وهو بناء ينتمي الى التراث المعماري للعاصمة التونسية يقع في حي الاريانة. وكان وزير الثقافة التونسي المنجي بوسنينة افتتح "قصر الرقص" هذا قبل أسابيع، في اطار احتفال ضخم دعي اليه حشد من أهل الصحافة والفن والادب، معلناً عن دعم وزارته للفنون على أنواعها، والمشهدية منها على وجه التخصيص... وبعد "تباين"، استعراضها الأخير الذي حقق نجاحاً محلياً وعالمياً واسعاً، بدأت نوال اسكندراني تعد، مع فرقتها ومصممي الرقص الذين تستضيفهم من العالم أجمع، لمشروع جديد مستوحى من ملحمة "قدموس" الشهيرة. يتمحور العمل حول اسئلة العلاقة بين الغرب والشرق، وسيقدّم في باريس ضمن اطار "الموسم الثقافي التونسي" في فرنسا، خلال العام المقبل. من المتوقع أن يشارك الموسيقي المعروف أنور ابراهم في هذه التظاهرة التي يشرف عليها المذيع الشهير فردريك ميتران من الجانب الفرنسي، والمسرحي رجاء فرحات من الجانب التونسي.