في واحدة من أقسى وأعنف المباريات التي شهدتها حلبات الملاكمة في بطولة الوزن الثقيل نجح الملاكم الاميركي ايفاندر هوليفيلد في استعادة لقبه اثر فوزه بالنقاط على بطل العالم ريديك بووي الجمعية العالمية للملاكمة والاتحاد العالمي للملاكمة. وكانت المباراة التي اقيمت في الهواء الطلق في باحة فندق سيزار بالاس في لاس فيغاس وحضرها جمهور غفير وحشد كبير من المشاهير في الملاكمة وكرة السلة والسينما والسياسة بينهم تشارلز باركلي وماجيك جونسون وشوغار راي ليونارد وسيلفستر ستالوني والقس جيسي جاكسون المرشح الديموقراطي الاسبق لرئاسة الجمهورية في الولاياتالمتحدة الاميركية، كانت المباراة شهدت حادثة غريبة اذ هبط مظلي يدعى جيمس ميلر على حبال الحلبة في الجولة السابعة فأثار شغباً اضطر الحكم الى ايقاف المباراة 21 دقيقة وقد لقي المظلي نصيبه من الضرب المبرح فنقل الى المستشفى ونقلت جودي زوجة بووي التي تنتظر مولوداً بدورها الى المستشفى بعدما أغمي عليها ولحق بها ايدي فوتش 82 عاماً مدرب زوجها. مباراة نادرة في الجولة الأولى من المباراة بدا بووي مصمماً على انهاء المباراة بسرعة فعاجل منافسه بسلسلة من اللكمات القاسية كادت تفقده توازنه الا ان هوليفيلد صمد امام قوة البطل الضارية لأنه كان قد اعد نفسه لكل الاحتمالات، ولم يقصر في الرد رداً موجعاً ما اتاح للمشاهدين ان يستمتعوا بمستوى عال من اللعب جعلهم يحبسون انفاسهم لدى سماع الجرس يعلن نهاية الجولة ممنين انفسهم بمزيد من الاثارة في الجولات اللاحقة. وفي الجولة الثانية استمر بووي مهاجماً كما لو كان يبحث عن فوز بالضربة القاضية ولكن هوليفيلد كان له بالمرصاد فاحتوى خطته الهجومية وانتهت الجولة الثانية بفارق ضئيل لصالح البطل. في الجولة الثالثة انتقل هوليفيلد الى الهجوم بعدما اطمأن الى مناعته وقدرته على الصمود فتبادل وخصمه اللكمات السريعة كما لو كانا يخوضان مباراة من خمس جولات لا من اثنتي عشرة جولة. واستمر اللعب سجالاً في الجولة الرابعة مع مؤشرات الى بطء البطل في تسديد اللكمات والى تحول طفيف لصالح هوليفيلد. في الجولة الخامسة ضاعف هوليفيلد نشاطه وركز على عين البطل اليسرى وكانت قد اصيبت في الجولة السابقة، فأمطره وابلاً من اللكمات بدا على اثرها بووي على وشك السقوط بالضربة القاضية ولكن الجرس انقذه في اللحظة الاخيرة. وفي الجولة السادسة تابع هوليفيلد هجومه الضاغط ونجح في فرض ايقاعه على خصمه، وشهدت الجولة السابعة انقطاعاً دام 21 دقيقة بعد انزال مظلي كان بمثابة هدية الى ريديك بووي الذي اتيح له خلال التوقف ان يلتقط انفاسه. وفي الجولات اللاحقة حاول بووي ان يستعيد زمام المبادرة ولكن هوليفيلد افسد خططه لأن لياقته البدنية لعبت دوراً حاسماً في هذا المجال بينما بدت آثار التعب جلية على البطل وفي الجولة العاشرة كان هوليفيلد يحقق فوزاً بالضربة القاضية عندما سدد بيمناه لكمة الى صدغ بووي اردفها بلكمة ثانية فترنح هذا الاخير كما لو ان مطرقة هوت على رأسه. وفي الجولة الاخيرة ادرك بووي ان لا امل له في الاحتفاظ بلقبه الا اذا سدد ضربة قاضية الى هوليفيلد وقد استمات لتحقيق ذلك لكن خصمه لم يكن لقمة سائغة فشهدت الجولة هجوماً وهجوماً مضاداً كما لو كان البطلان يخوضان الجولة الأولى من المباراة. انتصار تاريخي وفي نهاية المباراة اعلن الحكم فوز هوليفيلد بالنقاط ليدخل التاريخ كونه ثالث بطل للعالم في الملاكمة للوزن الثقيل يسترد لقبه، وقد سبقه الى ذلك فلويد باترسون عندما استعاد لقبه من انغمار جوهانسون ومحمد علي كلاي عندما استرد لقبه من ليون سبينكس. وقد أشاد بووي اثر هزيمته بقوة خصمه وعناده واصراره مع انهما استمرا في تبادل اللكمات بعد نهاية الجولتين الرابعة والثانية عشرة: "ايفاندر يستحق الفوز وهو جدير باللقب الذي اصر على استعادته اكثر من اصراري على الاحتفاظ به". وقال روك نيومان مدرب بووي: "لقد كان تقديري اننا سنحتفظ باللقب... وأنا لا أود ان ادخل في مشادة مع ثلاثة من افضل حكام الملاكمة في العالم... لكنني باسم معاوني ريديك بووي وفريق عمله ارفع قبعتي لايفاندر هوليفيلد فهو من اعظم الابطال الذين شهدتهم حلبات الملاكمة". وبعد هذه المباراة المثيرة والممتعة التي اعادت الى الاذهان مستوى مباريات محمد علي كلاي وجو فرايزر بدأ عشاق الملاكمة يتساءلون عن المباراة المقبلة: هل يلتقي هوليفيلد بووي في مباراة ثالثة، ام انه يتطلع الى ملاقاة البريطاني لينوكس لويس المجلس العالمي للملاكمة بغية توحيد اللقب عله يستعيده كاملاً كما كان عندما خسره قبل سنة تقريباً. البطل الجديد لم يقرر شيئاً بعد... ولكن مساعي توحيد اللقب انطلقت فور اعلان النتيجة وهي ستتوج اذا صحت التوقعات بمباراة قمة تجمع بين هوليفيلد ولينوكس.