يشكل الاسلام نقلة نوعية جبارة بالنسبة الى ما ساد ويسود من أوضاع في ظل النظم الأخرى، وذلك استناداً الى ما أرساه من مبادئ جديدة تقوم على تحرير الانسان ناجزاً ومضموناً وغير قابل للنسخ. وللانسان كامل الحرية بالتمتع بملكيته الخاصة بعد تأدية حقوق الله والأمة فيها. وقد كرّمه الله وفضله على سائر المخلوقات، ويتجلى هذا التكريم في إقرار كرامته وترسيخها في علاقاته الاجتماعية وذلك على أسس أهمها: - معاملة كل انسان بالشروط التي يعامل بها الآخر عندما يكون الاثنان في الوضع القانوني نفسه. - ان تطلق حرية الانسان في التصرف تعبيراً عن انسانيته ومواهبه بشكل يسمح له بالقيام بكل ما هو غير ممنوع شرعاً. - أن تؤمن له الوسائل لتأمين العيش الكريم ليقوم بدوره سياسياً واجتماعياً على أكمل وجه. - امكانية ان ترفع عنه الظلامات فور وقوعها وتعويضه عن كل ما يطال شخصه أو حريته أو ماله ليستمر دون عوائق ممارساً دوره الذي خلقه الله من أجله. يجب أن نفرِّق بين "في الاسلام" و"في الدولة الاسلامية". فهناك خلط مقصود أو غير مقصود كثيراً ما يحدث. فعندما يُسأل وزير العدل السوداني مثلاً عن الانتهاكات التي تحدث لحقوق الانسان في السودان، يجيب عن حقوق الانسان في الاسلام. وكأن السودان يساوي الاسلام. وللاجابة على حالة حقوق الانسان في الدولة الاسلامية نقول "باستثناء فترة حياة الرسول ص والفترة الراشدة، فلا الأمويون ولا العباسيون ولا أمراء الدويلات ولا المماليك ولا العثمانيون كانوا يلتزمون باحترام حقوق الانسان وحياته". وفي العصر الحديث الدولة التي يحاول الترابي اقامتها في السودان باسم الدين تتنافى مع الاسلام لجهة ان السلطة فيها تستند الى اجتهادات فرد غير معصوم ويمارسها تنظيم حزبي أمسك بزمام الحكم بالقوة وفرض نفسه على الناس دون أي سند شرعي. عبدالمنعم علي سليمان سوداني صنعاء - اليمن