أمام ثلاثين الف مشاهد احتشدوا في ملعب أرمز بارك في كارديف احتفظ الملاكم البريطاني لينوكس لويس بلقب بطولة العالم لوزن الثقيل المجلس العالمي بعد فوزه على متحديه ومواطنه فرانك برونو في الجولة السابعة، وهكذا نجح لويس في الدفاع عن لقبه للمرة الثانية علماً انه دافع عن لقبه في المرة الاولى امام الملاكم الاميركي توني تاكر في 16 ايار مايو الماضي في لاس فيغاس وفاز عليه بالنقاط... الفرصة الاخيرة خاض فرانك برونو الذي يتمتع بأعلى رصيد من الشعبية بين الرياضيين البريطانيين مباراة الفرصة الاخيرة لاحراز بطولة العالم اذ سبق له ان واجه الاميركي تيم ويزرثبون عام 1986 في مباراة على اللقب، والاميركي مايك تايسون عام 1989 وخسر في كلا المواجهتين. جرت المباراة في الهواء الطلق وقد بدأها برونو بداية طيبة، وكان الجمهور بغالبيته الساحقة يشجعه ويهتف باسمه، اما لويس فبدا متردداً بطيء الحركة. وفي الجولة الثالثة سدد برونو بيمناه لكمة قاسية الى فك لويس كادت تفقده توازنه، الا انه لم يحسن استثمار هذه الفرصة النادرة فأضاعها من يده... واستمر اللعب سجالاً في الجولات الثلاث اللاحقة وفي نهاية الجولة السادسة احتسب الحكمان الاميركيان جيري روث وتوني كاستالانو 57 نقطة لكلا الملاكمين في حين احتسب الحكم البريطاني ادريان مورغان 59/55 نقطة لصالح برونو... وفي ا لجولة السابعة بدأ لويس مهاجماً فجوبه بمقاومة عنيفة من برونو الذي كال له لكمات قوية أحرجت بطل العالم... واستغل لويس ثغرة في دفاع برونو فسدد اليه يسارية خاطفة حولت مسار المباراة وامطره على اثرها وابلاً من اللكمات جعلته محاصراً بين الحبال ما اضطر الحكم الى الفصل بين البطل ومتحديه... وما لبث لويس ان انقضّ على برونو الذي ترنح تحت وطأة اللكمات المتلاحقة دون ان يقوى على الرد فتدخل الحكم ثانية واوقف المباراة معلناً فوز لويس بالضربة الفنية القاضية. مشهد مؤثر وعلى الحلبة كان المشهد مؤثراً للغاية... من جهة زوجة برونو تغمره وتواسيه قلقة على بصر زوجها الذي عانى في الماضي من انقطاع الشبكة، ومن جهة ثانية والدة لويس ترقص مزهوة بفوز ولدها واحتفاظه باللقب العالمي. ومع أن لويس حقق انتصاراً لا غبار عليه فقد اجمع النقاد والخبراء على انه كان الخاسر الاكبر في هذه المباراة... صحيح انه اسقط برونو على الحلبة ولكنه سقط في بورصة المشاهدين لأنه لم يرث شعبية برونو الكاسحة ولم يقنع الاميركيين بأدائه. وقد صرح تومي فيرغيتس مدرب تومي موريسون بطل العالم في الملاكمة لوزن الثقيل المنظمة العالمية الذي سيقابل لينوكس لويس في 5 آذار مارس في لاس فيغاس قائلاً: "قبل حضوري المباراة كنت اعتقد ان موريسون ليس جاهزاً بعد لمواجهة لويس، اما الآن فانا واثق من ان لويس ليس قادراً على مواجهة موريسون فاداؤه اقرب الى أداء الهواة". متى معركة الثأر؟ اما ريديك بووي بطل العالم في وزن الثقيل الجمعية العالمية والاتحاد الدولي فقد حمل بقوة على لويس بعد حضوره المباراة على شاشة التلفزيون قائلاً: "ان لويس يثير الشفقة ويدعو الى الرثاء، وكان عليه ان يبقى ملاكماً في الالعاب الاولمبية... ولو انه خاض هذه المباراة ضدي ولعب كما لعب امام برونو لفزت عليه بالضربة القاضية في الجولة الاولى او الجولة الثانية على أبعد تقدير... ولو لم يلتقط لويس زنار البطولة من القمامة حيث رميته لما فاز به في يوم من الايام". واياً تكن ردات فعل النقاد والمنافسين فان سجل لويس يبقى صفراً من الهزائم اذ خاض 24 مباراة فاز بها جميعاً. وعلى ريديك بووي اذا كان يحترم نفسه فعلاً ان يهزم لويس على الحلبة بقبضته فيثأر للهزيمة التي ألحقها به في دورة سيوول الاولمبية سنة 1988.