كثيرون من الذين رأوا الطفل الروسي فازيا رازينكوف، الذي يبلغ من العمر عامين فقط، يسبح مسافة 33 كيلومتراً تقريباً ولمدة 15 ساعة متواصلة، لم يصدقوا اعينهم، حتى ان احدهم قال: "انه طفل غريب بكل المقاييس، لقد قضى هذا الرضيع النهار كاملاً وساعات من المساء في الماء من دون انقطاع". واثارت هذه التجربة التي حضرها فريق طبي وأعلن عنها مسبقاً، فضول الكثيرين الذين اكدوا ان "فازيا" طفل غير عادي. وبالطبع اضطر "السباح الصغير" الى تناول بعض الوجبات السريعة خلال هذا الوقت الطويل التي اشتملت على بعض "اللبن الزبادي" والجبن والشوكولاتا. كما خلد "فازيا" الى فترات متقطعة من الراحة واستسلم فيها للنوم، وكان خلالها يتبع طريقة "الدولفين" نفسها في التنفس. وبمجرد خروجه من الماء، تلقفته امه التي كانت تبدو اكثر الحاضرين قلقاً اثناء سباحته. واجرى عليه فوراً الفريق الطبي فحصاً دقيقاً كانت نتىجته ان هذه الفترة الطويلة من السباحة لم تترك اي اثر ضار على صحة السباح "الصغير جداً". وقال والده "لا شيء يمكن ان يعوق "فازيا" من البقاء في الماء فترة اطول، انه بطل حقيقي…". رداً على الاشاعات وكان "مركز موسكو العائلي" بالاشتراك مع "منظمة السباحة للمسافات الطويلة" مسؤولين عن تنظيم هذه التجربة الفريدة. ويؤكد بعض الخبراء من المنظمة المذكورة الاخيرة انهم عمدوا الى ذلك للرد على الاشاعات التي انتشرت اخيراً ومفادها ان السباحة المبكرة تضر بالاطفال. وكان "فازيا" بدأ تعلم السباحة وعمره لم يتجاوز الپ21 يوماً عندما وضعه والداه لاول مرة في حمام صغير. ومن ثم صار يمارسها بشكل يومي. وعهد والده الى مدرب محترف مهمة الاشراف عليه. وقد أبدى "فازيا" ولعاً شديداً بالماء والسباحة وكان يبكي عندما يتأخر موعد تدريبه اليومي. ويؤكد مدربه انه سيكون سباحاً نموذجياً وذلك لما يتمتع به من مرونة في العضلات وقدرة غريبة على التكيف مع ظروف درجة الحرارة والمجهود المتواصل. وبعد ان دخل فازيا كتاب "غينيس" للارقام القياسية اصبح معروفاً في اوروبا باسم "المعجزة الروسية" اذ انه اصغر سباح يحقق هذا الانجاز التاريخي الكبير.