لا يعتبر الخبراء وضع اسم "بيجو" الفرنسية على لائحة أهم الشركات في العالم لصناعة السيارات مفاجئاً، فتاريخ هذه الشركة يعود الى زمن بعيد، حيث كانت احدى أول الشركات الدولية من نوعها. ويعود اسم "بيجو" الى عائلة "بيجو" الفرنسية التي اهتمت في أواخر القرن الماضي بصناعة المعدات الزراعية والدراجات، حيث لقي انتاجها رواجاً كبيراً وحظيت دراجات "بيجو" بشهرة واسعة منذ العام 1885. هذا النجاح حدا بالأخوين "أرمان وروبير بيجو" الى الانطلاق في تصميم وصناعة السيارات. عام 1889 خرجت من مصنعهما في "فالانتيي" أول سيارة حملت اسم "بيجو"، وكانت تعمل بمحرك بخاري من صنع "ليون سير بولّيت". عام 1891 استبدل الاخوان بيجو محركات سياراتهما البخارية، بمحركات تعمل بالبنزين، داخلية الاشتعال، من صنع "دايملر". لاقت أطرزة "بيجو" هذه رواجاً كبيراً، وأثبتت تفوقاً على حلبات السباق، وكانت "بيجو" أول سيارة عام 1895 تستعمل في السباقات اطارات معبأة بالهواء المضغوط. انهالت الطلبات وكثر الزبائن، فقرّر الاخوان "بيجو" الانتقال عام 1897، من مصنعهم المتواضع في "فالانتيي"، الى مصنع أكبر في "أودان كور"، حيث أخذا بتصميم وصناعة محركات خاصة لاعتمادها، في انتاجهما من سيارات "بيجو"، بدلاً من محركات "دايملر". عام 1902 افتتح الاخوان بيجو مصنعاً آخر في "ليل"، لتلبية الطلبات المتكاثرة. خلاف الاخوين اختلف الاخوان بيجو عام 1906 وانفصلا عن بعضهما، وعاد "روبير" الى المصنع في "فالانتيي" وبدأ ينتج منه سيارات تحمل اسم "ليون بيجو"، كلمة "ليون" معناها "أسد"، والأسد هو شعار مؤسسة "بيجو" حتى اليوم. هدف "روبير" كان المضاربة على صناعة أخيه "ارمان"، التي تحمل اسم "بيجو". لم يدم هذا الخلاف طويلاً، تصالح الاخوان وعادت الحياة بينهما الى مجاريها. سيارات لكل الاذواق تميزت سيارات "بيجو" عبر السنين، بجودتها ومتانتها وبثمنها المنخفض نسبياً. وقد جعل الأداء المتفوق في السباقات وتعدد الاطرزة التي تلبي جميع الاحتياجات من "بيجو" سيارة يسعى الكثيرون لامتلاكها. عام 1974 امتلكت مؤسسة بيجو إسم "سيتروان"، وفي العام 1978 امتلكت أيضاً جميع مصالح شركة "كرايسلر" في أوروبا ومن ضمنها اسم "تالبوت" للسيارات. ويبقى القول إن شركة "بيجو" هي أقدم صناع السيارات في العالم، وتتبوأ اليوم قمة الانتاج الفرنسي من السيارات، لذا فالأسد مستمر من "قوة الى أقوى".