بدأ في العاصمة السعودية الرياض اعداد الطبعة العربية من "موسوعة الكتاب العالمي" والتي ستبلغ 30 مجلداً، متضمنة تعديلات واضافات على النسخة الاصلية المطبوعة في الولاياتالمتحدة. المشروع يعتبر الاضخم من نوعه باللغة العربية، ويتم انجازه برعاية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الامير سلطان بن عبدالعزيز الذي تكفل بتمويل مشروع الموسوعة على نفقته الخاصة. عن الموسوعة ومراحل تنفيذها هذا الحديث الخاص بپ"الوسط" مع المدير العام للادارة التنفيذية للموسوعة الدكتور أحمد الشويخات: تبنّى الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، على نفقته الخاصة مشروع "الطبعة العربية" من "موسوعة الكتاب العالمي - النسخة الدولية". وأهم ما يميز هذا المشروع، ان القائمين به اساتذة جامعيون ومفكرون سعوديون وعرب، كُلفوا بالتخطيط له وادارته وتنفيذه، بعد ان تم انجاز الاتفاقيات المالية والقانونية مع الجهة الناشرة للاصل في شيكاغو في الولاياتالمتحدة الاميركية. وللمشروع اهداف حضارية وعلمية كبرى، اهمها توفير مرجع عربي شامل مبسط ودائم التحديث، للمثقفين والباحثين العرب وللطلاب وعموم القراء. وحين يظهر هذا المشروع الى حيز الوجود، سيعدّ حدثاً هو الاول من نوعه في تاريخ المكتبة العربية، حيث ستكون الموسوعة شاملة ومواكبة باستمرار لما يجد في مجالات العلوم والفنون. وستقع في حدود عشرين الف صفحة ثلاثين مجلداً، ذات مواصفات راقية، سواء على مستوى الشكل والمضمون. يتولى تنفيذ المشروع مكتب "الشويخات" للترجمة والاستشارات التربوية، الذي قام صاحبه الدكتور احمد مهدي الشويخات، وهو عضو هيئة تدريس سابق في مجال علم اللغويات في جامعة الملك فيصل، باجراء دراسات ضافية للنواحي الفنية والادارية والمالية، اثبتت الحاجة الماسة الى اخراجه. "الوسط" انفردت باجراء اول حديث مع الدكتور احمد الشويخات، سلط من خلاله الضوء على خلفيات المشروع، وعلى واقعه الراهن. كيف تشكلت لديك فكرة اصدار هذه الموسوعة؟! - كانت هذه الفكرة تؤرقني منذ كنت طالبا في الجامعة عام 1975، وكنت دائماً اثير هذا الموضوع بين الاصدقاء. وبعد تخرجي من قسم اللغة الانكليزية في كلية التربية، ذهبت الى جامعة سان فرانسيسكو حيث حصلت على الماجستير في "التربية متعددة الثقافة وتدريس اللغة الانكليزية"، ثم الدكتوراه في "الميول اللغوية لاتجاه اللغتين العربية والانكليزية عند طلبة التعليم العالي السعوديين في الولاياتالمتحدة الاميركية". اثناء دراستي هناك، وتحديداً في اواخر 1979، عرفت ان هناك رغبة لدى الحكومة العراقية في اصدار موسوعة عربية. وعلمت من استاذي البرفسور "تشارلز فرجيسون"، عالم اللغة الاجتماعي الشهير، ان هناك مؤسسة تعمل على تطوير نظام ترجمة آلية من الانكليزية الى العربية بقصد بيعه الى العراق لترجمة موسوعة عالمية كبرى الى اللغة العربية. زرت المؤسسة، واطلعت على مجهود مجموعة من المختصين في مجال الحاسب الآلي "الكمبيوتر" والمختصين في مجال دراسة انظمة الجملة العربية والجملة الانكليزية. كان اهتمامهم حينذاك ينصب على وضع برنامج للترجمة الآلية، يخدم هذا الهدف. لكن المؤسسة لم تستطع بيع برامجها للحكومة العراقية بسبب اندلاع الحرب العراقية الايرانية، كما ان المؤسسة لم تتقدم كثيراً في مجال تطوير برامج الترجمة الآلية. بعد عودتي من اميركا عام 1984 عملت مدرساً في جامعة الملك فيصل، قسم اللغات الاجنبية، والفكرة لا تزال تشغلني. وفي عام 1989، تركت الجامعة وسافرت الى الرياض لاعمل في "المركز العربي للدراسات الامنية والتدريب" كمدير لمعهد اللغات والترجمة. وفي لحظة سيطر فيها حلمي بهذا المشروع، قررت ان اهجر "الوظيفة"، التي احسست انها هي العائق الكبير امام طموحي في انجاز الفكرة. انشأت مكتباً خاصاً للترجمة، وآخر للاستشارات والدراسات التربوية، وبدأت اعكف على دراسة هذا المشروع لاخراجه من طور الحلم، الى طور الدراسة على الورق. بعد حوالى سنتين من العمل الدؤوب، استطاع المكتب ان ينجز دراسة من احد عشر فصلاً بما في ذلك العروض والملاحق، وساهم في هذه الدراسة اكثر من عشرين مؤسسة سعودية وعدد كبير من المستشارين السعوديين والعرب والاجانب. العربية تستحق موسوعة كبرى ايمكن القاء الضوء على الدراسة؟ - هناك اسباب دينية وتاريخية وسكانية وعلمية اجتماعية تجعل من هذا المشروع ضرورة علمية تنموية، بالاضافة الى الاسباب والاعتبارات الاستثمارية والاعلامية بالنسبة للمساهمين المؤسسين او الجهة التي تتبناه. فمن الناحية الدينية، يعني الاحتفاء باللغة العربية والاسهام في اثرائها ودعمها عن طريق ترجمة المزيد والجديد من العلوم والفنون اليها توجهاً دينياً محموداً، بل واجباً. ذلك ان اللغة العربية لغة القرآن الكريم، ولها موقع خاص في قلوب حوالى ربع سكان المعمورة من المسلمين، وهي اللغة القومية والرسمية لأكثر من مئتي مليون عربي الآن. ومن الناحية التاريخية، تشكل اللغة العربية ظاهرة فريدة في تاريخ اللغات، اذ يمتد تاريخها الطويل لاكثر من خمسة عشر قرناً، وهو تاريخ حافل ذو موروث ديني اسلامي وموروث ادبي وعلمي متنوع، كما انها لغة عالمية كبرى معاصرة اليوم. ان لغة بهذه المكانة التاريخية الفريدة تستوجب من اهلها المسؤولين وطلاب العلم والمستنيرين من رجال المال والعلم ممن يتكلمون بها ويحترمونها ان يعملوا على اثرائها بالترجمة وصياغة كل ما هو جديد ونافع باساليبها. كما ان تاريخ الانسان العربي يشكل ملمحاً خاصاً ذا اهمية، فهذا الانسان ذو تاريخ وحضارة ضاربة في القدم، ومن حق هذا الانسان وواجبه معاً ان يتواصل مع تاريخه وحضارته وثقافته من جهة، وان يتواصل معرفياً ونقدياً من ناحية اخرى مع متطلبات الحياة الجديدة وعلومها وآدابها وقضاياها المعاصرة بعقلانية ورشاد من اجل وجود تاريخي افضل ومن اجل انجاز علمي واجتماعي يصب في صالحه وصالح تاريخه ومجتمعه. ولا شك ان المعرفة المؤسسة على قيم انسانية نبيلة مصدر من مصادر القوة والنماء والامن والاستقرار والحوار العقلاني الرشيد بين الحضارات. اما الاعتبارات السكانية، فتتلخص في ان تقدير عدد سكان البلاد العربية التي تعتبر اللغة العربية لغتها القومية والرسمية عام 1990 يصل الى 1.217 مليون، ومن المتوقع ان يربو عدد السكان العرب بحلول عام 2000 على 300 مليون. ويزداد عدد السكان العرب سنوياً بأرقام قياسية. ومع النمو السكاني تزداد مرافق التعليم كمياً، ويزداد عدد المتعلمين في التعليم العام والعالي. ومثل هذه الحقائق يجب ان تشجعنا على الالتفات جدياً الى المشروع. ومن الناحية التعليمية المرتبطة بتزايد اعداد السكان، خطا التعليم العام والتعليم العالي في البلاد العربية خطوات كمية ملحوظة منذ بداياته ولا يزال ينمو كمياً بشكل كبير. فعلى صعيد التعليم العام يوجد الآن ملايين المتعلمين تعليماً عاماً وفنياً وعالياً. وتشير احصائيات التعليم العالي مثلاً الى ان هناك عام 1985 ما مجموعه 83 جامعة على امتداد البلاد العربية، يدرس فيها مليونا طالب وطالبة ويعمل فيها 107000 استاذ جامعي. وعلى الصعيد العلمي الاجتماعي، هناك توجه عالمي متسارع نحو "المعلوماتية" من حيث ضرورة الرجوع الى المعلومة وتوفير المراجع الشاملة والسهلة الاستخدام ووضعها تحت يد المواطن المتعلم في زمن اصبح فيه الرجوع الى المصادر والمراجع الحديثة والحصول على المعلومة سلوكاً تمليه طبيعة الحياة المعاصرة ومستجداتها المعرفية المتنامية. وان وجود موسوعة كبرى شاملة ومعاصرة باللغة العربية يسهم في ارساء تقاليد علمية - حضارية معاصرة مطلوبة تتعلق بتعزيز الرجوع الى المصادر والبحث والتثقيف الذاتي. ان الاعتبارات السكانية والتعليمية والعلمية - الاجتماعية مع بعضها تؤسس للنظرة التنموية العلمية الاجتماعية المجزية على المدى القصير والطويل، وللاعتبارات المالية على المدى الطويل، خصوصاً في ظل غياب اي موسوعة مماثلة منافسة. والجهات المرشحة للاقبال على هذه الموسوعة واقتنائها هي ملايين العرب المتعلمين ومئات الالوف من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية والبيوت الشبابية والاندية الرياضية والكليات والمعاهد والوزارات والسفارات والمكاتب الديبلوماسية في الداخل والخارج. لذلك كله، يصبح هذا المشروع علمياً اجتماعياً واعلامياً هاماً ورائداً باكثر من مقياس. على نفقة الامير سلطان اذن، فالمرحلة التالية لهذا المشروع هي التمويل.. أليس كذلك؟! - هذا اكيد. فلولا مبادرة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز الى تبني هذا المشروع، لما استطعنا ان نتحدث عنه اليوم بهذا التفاؤل. كيف؟! - لقد قُدّم ملخص المشروع اليه شخصياً. وبدوره شكل لجنة لدراسته. ولقد عقدت هذه اللجنة اجتماعات عدة لمناقشة ادق التفاصيل لواقع ومستقبل هذا المشروع. وبعد ان قدمت اللجنة مرئياتها للامير سلطان، اصدر سموه قراره بتبني هذا المشروع وتمويله على نفقته الخاصة. ومن هنا يبدأ التاريخ الفعلي للمشروع. فلولا مبادرة الامير سلطان، لبقي المشروع طي حديث المجالس الى الابد. فالشكر والتقدير والامتنان لصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز، رائد المشروع ومخرجه الى حيز الوجود. وستظل مبادرته علامة في تاريخ المكتبة العربية بكل تأكيد. انت تعرف ان المشروع تربوي في المقام الاول. فالموسوعة الانكليزية الدولية تركز على المواضيع التي تهم الانسان في كل اصقاع العالم، وهي تختلف عن الموسوعة الاميركية التي تتوجه للعقلية الاميركية فقط. نحن سنترجم الموسوعة الدولية والتي صدرت في كانون الثاني يناير 1992. سنترجمها بيد تكاد تكون مطلقة، وذلك بالاتفاق مع الشركة الناشرة، في ان نضيف ونحذف ونصحح ونحدّث ونطور. ما اسم الشركة الناشرة؟ - اسمها وورلد بوك انترناشونال WORLD BOOK INTERNATIONAL. ومفاوضاتنا معهم استغرقت زمناً وجهداً لكي نمتلك الحق في الحذف والاضافة والتطوير. فهناك أُطر سياسية واجتماعية واقتصادية للمعرفة وليس هناك معرفة مطلقة. فالكثير من الحقائق تُغفل لان كاتب المعرفة هو صاحب السطوة، في حين ان التلقي مهيمن عليه. ففي الموسوعة الاصل، ليس هناك توسع في القضية الفلسطينية مثلاً، لكننا في موسوعوتنا سنخصص لفلسطين جزءاً ضافياً عن تاريخها وواقعها، عن ثقافتها وازيائها وآدابها. وهذا هو دورنا. هذا هو فعلنا الثقافي، لأن غياب فلسطين في كل الموسوعات، نستبدله نحن بحضور يتلاءم مع موقعها في قلوبنا كعرب… المعرفة انتاج مهيمن، والترجمة في نظري اعادة انتاج لهذه المعرفة. لذلك سنعيد انتاج الكثير من القضايا التي ينظرون لها على اساس انها قضايا العالم الثالث مثل القضية الاسلامية او قضايا الادب العربي وما الى ذلك. لذلك فهناك خمسة ملفات تشكل اساس المشروع، وهي: ملف الاضافة: اضافة كلمة او جملة او فقرة او مقالة او رسوم. ملف التحديث: ويتضمن تحديث المعلومات المتعلقة بالمملكة او دول الخليج او الدول العربية والاسلامية. ملف التصحيح: لتصحيح بعض المعلومات عن تاريخ بعض العلوم كالفلك والفيزياء والرياضيات. فهناك قفز عند الغرب على الحقائق، فالنهر الخالد عندهم يبدأ من اليونان وينتهي بأوروبا. وهذا يعني إغفال دور العلماء العرب والمسلمين في تطوير هذه العلوم. اما ملف الحذف فسيركز على حذف الكلمات او الجمل او الصور التي لا تتناسب مع خط الموسوعة. اخيراً هناك ملف للمقالات، لاعادة صياغة او كتابة جديدة للمقالات. ولهذه الملفات الخمسة ادارة مستقلة وقاعدة بيانات ومعلومات خاصة. ولقد وضعنا لها خطة عمل يتم من خلالها التنسيق بين المختصين في جميع انحاء العالم. كما قمنا بتقسيم كل موضوعات الموسوعة وكل مقالاتها، حسب تصنيف "ديوي" العشري المتبع في كل مكتبات العالم مع اجراء بعض التعديلات عليه لكي يتناسب مع اغراضنا. فكل مقال يتم تصنيفه حسب تخصصه العام والفرعي ثم نبعثه الى المترجم ثم الى المراجع ثم يتسلمه المحرر، وفي النهاية يصل الى اللجنة العلمية المختصة التي تقوم باقرار المقال. وهذا لا يضمن صحة المعلومات فحسب، بل توحيد المصطلحات والاسلوب وكتابة الاسماء اللاتينية باللغة العربية. من هنا، اؤكد ان الموسوعة مشروع ثقافي هام، وان مبادرة الامير سلطان بتبنيه اياها تدل على حرصه على تقديم انجاز سيرسخ في تاريخ المكتبة العربية. محاولات عربية سابقة هل يمكن استعراض او رصد المحاولات العربية السابقة لانتاج مشروع مشابه؟! - كما سبق واشرت، فلقد سمعنا عن محاولات لانتاج موسوعة عربية شاملة. سمعنا ايضاً في فترة زمنية سابقة ان ثمة اجتماعات في جامعة الدول العربية لنفس الغرض. في سورية، هناك محاولة من نفس النوع. ولقد قمنا بالفعل بمراسلة هذه الجهة لنعرف الى اي مدى تشكلت محاولتهم لكننا لم نتلق اي رد. بالاضافة الى هذا، هناك محاولات تتم في اروقة الجامعات والتجمعات الثقافية، لكنها محاولات "لفظية" قوامها الأمنية والتمني. المحاولات الفعلية قليلة. اما المحاولات اللفظية او "الامنيوية" فهي اكثر من ان تحصر. المسألة تحتاج الى خطط وبرامج عمل تقني مرتكز على اسس واهداف واضحة ضمن جداول قابلة للرصد الكمي والكيفي. عمل ضخم مثل اصدار موسوعة، لا يتم انجازه بالرغبة او اطلاق البلاغات والاماني. وعموماً، فما هو متوفر في السوق لا يمكن اعتبارها موسوعات شاملة كبرى، مثل موسوعة "المعارف الاسلامية"، ودائرة معارف "البستاني" وموسوعة "محمد فريد وجدي" للناشئين، وموسوعة "بهجة المعرفة"، وموسوعة "المورد"، وبعض الموسوعات الاخرى التي لا يتجاوز اكبرها عشرة آلاف صفحة. واذا حدث وكانت هذه الموسوعة او تلك تشتمل على هذا العدد من الصفحات، فانها تفتقر الى الاخراج الفني الجيد والى الصور الجميلة والى المواكبة والتحديث. وهذه الموسوعات اعتمدت على جمع المعلومات من هنا وهناك من دون ان يحدد جمهورها. لقد ركزنا في اعدادنا لدراسة مشروعنا على استقصاء وتقييم كافة الموسوعات العربية المطروحة في الاسواق حتى نيسان ابريل 1991 واجرينا نقداً تحليلياً لمحتوياتها واشكالها، ووصلنا الى نتيجة مفادها ان تلك المحاولات اما انها لا تواكب المعرفة او انها فقيرة الشكل او فقيرة المضمون او غير مرتبة حسب الالفبائية العربية… وهكذا، مما يجعلنا نقول بكل ثقة بأنه لا يمكن ان نطلق عليها مسمى الموسوعات الشاملة. اما خطة عملنا فتتوجه الى اصدار موسوعة كبرى تقع في ثلاثين مجلداً او عشرين الف صفحة، حسب ارقى المواصفات المعروفة في عالم صناعة الموسوعات شكلاً ومضموناً. ولعل ما سيميز هذه الموسوعة تاريخياً استقلالها عن الاصل المترجم، فنحن نحرص، كما اشرت، على طرح المعلومات التي تتناسب مع تاريخنا بكل رموزه واشراقاته، ومع واقعنا بكل منجزاته، وليس كما تطرحه الموسوعات الغربية. ويهمني هنا ان اشير الى ان الملاحظات التي اوردتها عن الموسوعات العربية المتوفرة، كانت تنطلق من زاوية حميمية، وانها لن تنقص من حجم الصدق والجهد الذي بذل في انتاجها. لكننا في نفس الوقت، نحتاج الى بذل المزيد من الجهد، تقوم به المؤسسات الحكومية والخاصة لانتاج المزيد من الموسوعات العربية التي ستؤصل استقلالية "المعلومة" العربية. كما انني احترم كثيراً تلك الجهات التي تناقش امكانية انتاج موسوعات جديدة، وعندما اقول بأنها محاولات لفظية او امنيات، فهذا لا يقلل من شأنها بقدر ما يعزز كون هذا الهم مكرساً عند الكثيرين، مما يدل على اننا في الطريق الصحيح. هيكلية الانتاج قلت بأن خطة عملكم تتوجه الى اصدار موسوعة كبرى حسب ارقى المواصفات المعروفة في عالم صناعة الموسوعات شكلاً ومضموناً، فما هي التركيبة الهيكلية التي ستضمن انتاج موسوعة بهذا الشكل؟ - هكيلياً، قسمنا العمل على اربع ادارات: ادارة الشؤون المالية والادارية، وهي الادارة المعنية بتقديم كافة الخدمات المالية والادارية لجميع ادارات المشروع. الادارة الثانية هي ادارة الترجمة والتحرير، ويعمل فيها نخبة من افضل المترجمين، وهدفها ليس ترجمة الموسوعة ضمن المشروع فحسب، بل تنسيق الاعمال المتشعبة للترجمة والتحرير، وهذا سيقوم به كبار الاساتذة المتخصصين العرب المقيمين في الوطن العربي. تقوم هذه الادارة بتصنيف مواد الموسوعة ثم باعداد قواعد المعلومات عن المترجمين والمحررين والمراجعين، ثم رسم ادوار اللجان العلمية وتنسيق العمل ما بين هؤلاء. وبعد ان يتم حصر المواضيع وتحديد موقعها يتم ارسالها الى المترجمين، وبعد ان تعود تسلم الى المراجعين ثم الى المحررين ثم الى اللجان العلمية لاقرارها نهائياً. كما الادارة الثالثة هي الادارة الفنية ويعمل تحت غطائها طاقم فني مؤهل لتجميع النصوص صف النصوص آلياً على شبكة متقدمة جداً هي شبكة "كوادرا - 950"، وهي احدث اجهزة الصف التصويري المستخدمة في انتاج الكتب العربية. بعد صف النصوص ترسل الى المراجعة في ادارة الترجمة والتحرير. وحين تستقر النصوص بشكلها النهائي الدقيق والمطلوب، يتم انتاجها داخل هذه الادارة على الافلام التي سيتم تسليمها جاهزة الى المطبعة. بمعنى ان هذه الادارة ستتولى كل المراحل الفنية، بما في ذلك اخراج الموسوعة وتركيب الصور وفرز الالوان واختيار نوع الورق عبر احدث الاجهزة المتوفرة، وسيقتصر دور المطبعة على طباعة النسخة النهائية المطابقة للنسخة التي قدمناها. وهذه التقنية ستوفر علينا وقتاً وجهداً لا يمكن حسابهما، خصوصاً واننا سنقدم ثلاثين مجلداً. هذه الادارات انشئت سلفاً باستثناء الادارة الرابعة وهي ادارة العلاقات العامة والتسويق التي سيبدأ عملها قبل بدء مراحل الانتاج الفعلية. وهذه الادارات تتبع الادارة العامة في المكتب، التي تصل في ضوء ارشادات وتوجيهات مجلس الادارة. اخيراً لا بد من القول ان هناك مجلس ادارة يرعى انتاج الموسوعات ولجنة استشارية للتنفيذ، اما الادارة التنفيذية فتتألف من المدير العام الدكتور احمد الشويخات، مدير ادارة الترجمة والتحرير الدكتور صلاح الدين الزين الطيب، مدير الادارة الفنية أنور القباني ومدير الادارة المالية والادارية جمال جويدان الجمل.