لم يقتصر عطاء الأمير سلطان بن عبدالعزيز، على المجال الخيري، بل شمل الجوانب الثقافية. وكان أبرز وجوه هذا الدعم"الموسوعة العربية العالمية". وهي عمل موسوعي"ضخم"، اعتمدت في بعض أجزائها على النسخ الدولية من دائرة المعارف، وشارك في إنجازها أكثر من ألف عالم ومؤلف ومترجم ومحرر، ومرجع علمي ولغوي، ومخرج فني، ومستشار ومؤسسة من جميع البلدان العربية. وقال رئيس مجلس إدارة"الموسوعة العربية العالمية"الدكتور أحمد الشويخات، في تصريح ل"الحياة":"إن الفقيد كان نموذجاً يُحتذى به في مجال العمل الإنساني والخيري، فعطاياه وهباته لا تتوقف، وتشمل كل سائل ومحتاج في كل مجال وميدان". واعتبر الشويخات، كل هذه الأعمال وغيرها"تؤكد حرصه رحمه الله على الخير، لأنه آمن بما جاء في الأثر، من أنه إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث:"صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له". وعما يمثله رحيل الأمير سلطان على العمل الخيري المتعلق في جمعيته، أكد أنه"برحيل الفقيد ستتحمل جمعيته الخيرية عبأ كبيراً، فالرجل كان كريماً، لا يقبض يده عن أي إسهام في دعم الخير والإنسانية، لذلك فقدان رجل بحجم وثقل الراحل ليس بالأمر السهل، والعشم فيمن سيقوم على هذه الجمعية من بعده من المخلصين". وتعد"الموسوعة العربية العالمية"، أول وأضخم عمل من نوعه وحجمه ومنهجه في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية. وهي عبارة عن 17 ألف صفحة، يضمها 30 مجلداً، باللغتين الإنكليزية والعربية. وتحوي الموسوعة 20 ألف صورة وخريطة، إضافة إلى 500 مقطع صوتي، وذلك في النسخة الإلكترونية من الموسوعة. وكان من أهم أهداف الموسوعة، تقديم مادة منوعة وشاملة، في جميع المجالات المعرفية والإنسانية، وذلك من دون التعمق في المجالات التخصصية، مع مراعاة صوغ المادة بلغة واضحة وسلسلة، مع تحري الدقة بقدر الإمكان. وهذا التبسط في نقل المعلومة جعلها تخاطب شريحة واسعة من الجمهور، من مختلف الأعمار والتوجهات والطبقات التعليمية والثقافية والاجتماعية. وحظيت الموسوعة بشهادة عدد من المسؤولين والأكاديميين، إذ قال عنها الدكتور الراحل غازي القصيبي:"إن صدور هذه الموسوعة العالمية يمثل حدثاً فكرياً في تاريخ الثقافة العربية". وقال الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد:"هذه الموسوعة إنجاز حضاري عظيم، ومبادرة عربية أصيلة". وعلى المستوى العالمي"أشاد بها رئيس تحرير دائرة المعارف العالمية وليم ريتشارد ديل، إذ قال:"صدور هذه الموسوعة العالمية إنجاز علمي فريد في تاريخ اللغة العربية، فهي أول موسوعة عامة كبرى تصدر باللغة العربية، أسهم في إنتاجها آلاف العلماء من أنحاء العالم". وعلى نفس الصعيد، تحدث عن الموسوعة المدير العام السابق للمنظمة الدولية للتربية والتعليم والثقافة اليونسكو فيدريكو مايور، فقال:"إن إصدار هذه الموسوعة يؤكد أن العالم العربي والإسلامي يستطيع أن ينجز عملاً يضاهي كبرى الموسوعات العالمية المعاصرة".