قامت بعض الصحف والمنتديات بعمل استطلاع للمبتعثين في الدول الغربية حول الاحتفال بالكريسماس وموقفهم، فكانت إجابة الغالبية العظمى منهم"نحن لا نعايدهم ولا نهديهم ولا نشاركم فرحتهم، لأن لنا أعيادنا الخاصة وهي عيد الأضحى وعيد الفطر فقط". لا أعلم ما الضرر الشرعي الذي سيعود على مبتعثينا لو أظهروا سماحة واحتراماً تجاه أعياد الآخر بتهنئتهم وإهدائهم بعض الهدايا الرمزية.. هل هم أكثر سماحة منا؟ أصبحت شبه موقنة بذلك. أخيراً قامت أم الدنيا بعد صراع مرير ودامٍ بإعلان جماعة"الإخوان"جماعة إرهابية بعد التثبت من أنها جماعة تعشق الدماء وتتخفى خلف الدين. في الشهور الماضية فقدنا شباباً في حوادث مريعة وآخرهم ناصر وسعود القوس واليوم تنشر الصحف خبر ضرب شاب في أحد المخيمات انتهت الحادثة بتمزيق أمعائه والهروب بعد تسليمه للشرطة، أعتقد بأننا بحاجة ماسة بعد كل هذه الجرائم البعيدة عن الدين والأخلاق والضمير إلى إعادة تصنيف بعض الهيئات للضرورة القصوى! فجعنا الأسبوع الماضي بخبر هروب شاب بسيارته التي تجر معها جسد إنسان، والقصة لمن لم يقرأها هي قصة شاب قام بإصلاح مسجل سيارته عند شخص وبعدما انتهى هرب دون دفع، ولذلك تشبث العامل الذي يطالب بحقه بالسيارة. لم يتوقف الشاب للتفاهم مع صاحب الحق إنما جرّه خلفه ثم أسقطه أرضاً وهو مصاب. جاءت جموع المشاهدين لإنقاذه من إصاباته، الغريب والعجيب والصادم أنني وضعت الخبر على صفحتي على"فيسبوك"فوجدت التالي توقف البعض عند الخير الموجود لدى المارة الذين أنقذوا الرجل ولم يقترب من الجريمة الأصلية وهي الهروب من الدفع وسحل الرجل! والبعض أفاد علناً بأن الوافدين سبب كل مشكلاتنا وعليه فالشاب لم يفعل جريمة"ليش يدفع 800 ريال ثمن إصلاح مسجل.. لوافد"! لم يقترب أحدهم من التوجيه الشريف بإعطاء الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، ولم يقترب البعض من أن المسلمين على شروطهم، ولم يجرم هؤلاء الجريمة ولا صاحبها. أعتقد بأننا بحاجة ماسة إلى تصحيح بعض المفاهيم للضرورة القصوى، فالحق والضمير مرتبط لدى هؤلاء ومن دون تعميم"بجنسية صاحب الحق وليس بالحق نفسه!". تابعت بالطبع برنامج الثامنة قبل أسابيع عدة عن الجدل القائم بين السحر والمس والتلبس والأمراض النفسية وسأفرغ لها مقالة خاصة سأطلق عليها اسم"الدنبوش"وسأحكي رحلتي الاستكشافية التي زرت فيها أحد الراقين لأكتشف هذا العالم الغريب، ولأكتب عنه وأنا مصدومة جداً لما رأيته، وسأحكي لكم قصة المشابك التي بدأت تغزو حفلات النساء، لنعرف معاً أسباب الاشتباكات الدائمة والخلافات الدامية التي تحدث.. ما سببها وأين ستلقي بنا ونحن في عام 1435ه، ولدينا دين عظيم مبني على العلم والبراهين والمنطق والمعرفة.