أوضح باحث فلكي، أن غداً السبت سيكون بداية موسم"الشبط"، الذي يستمر لمدة 26 يوماً، متوقعاً أن يشهد"تحرك الرياح ذات الطابع المتذبذب، واحمرار وجه السماء في حال وجود السحب، وانبعاث البرودة من وجه السماء، وتقلص طول الليل وتمدد طول النهار". ويتداول سكان الخليج والجزيرة العربية، أساطير عدة، عن هذا الموسم، منها أن"أشباط ابن المربعانية الشقي، ومن شقاوته أنه يتعلق في النوافذ". ولهذا يقول العامة:"شباط مقرقع البيبان"، كناية عن أن رياح"الشبط"تتسبب في خلخلة الأبواب، ما يظهر الأصوات. وتفسيره أن"الرياح الماكرة لا تستقر على جهة معينة، وتنشط خلال هذا الموسم". كما روى كبار السن، قصة أسطورية، تقول:"إن المربعانية عندما أرادت الخروج من بيت الطقس، أوصت ولدها العنيف"شباط"، وقالت له:"يا ولدي لقد مررت ولم أضر إلا من كان وقوده ليفاً الفقراء يشعلون النار في بقايا النخل وطعامه دويف أكلة شعبية تؤكل سريعاً". ولكن"المربعانية"تكمل وصيته إلى"الشبط":"لم اقترب ممن أوقد ناره من حطب السمر، ومن كان طعامه التمر". وتعبر الأسطورة عن أن موسم"المربعانية":"لم تضر إلا ضعيفي الحال. أما"شباط"فلم يفرق بين الضعيف والقوي". وقال مشرف"مرصد الزعاق للدراسات الفلكية والجيوفزيائية"الدكتور خالد صالح الزعاق:"إن"الشبط"تسمى في الخليج العربي"برد البطين"، لأنهم يعتبرون"المربعانية"بداية البرد. أما"البطين"فهو شدة البرد، أي"وسط الشيء". ولم يستبعد أن تكون كلمة"الشبط"،"مأخوذة من الشهر السرياني"شباط"فهو يقع في هذا الموسم، وورد بلفظ"شباط"و"سباط"، من جذر"شبط السّرياني"، الذي يُفيد الضرب والجلد والسّوط. أو يفيد"الهبوب الشديد للرياح". وأضاف الزعاق أن"الشبط نجمان، هما"النعايم"و"البلدة"، وكل نجم 13 يوماً. والمجموع 26 يوماً، ففي"النعايم"يشتد البرد، لا سيما في الصباح الباكر. ويكثر فيه هبوب الرياح المفاجئة". وذكر الفلكي، أن"في منتصف"النعايم"تتكاثر السحب الممطرة. وفيه أيضاً موسم برد"الأزيرق"وسمي بهذا لأن الأجسام تزرق من شدة البرد. وغالباً ما تكون السماء صافية مزرقة. بسبب تعرض المنطقة لنفحات المرتفعات الجوية الشمالية". أما في البلدة فذكر أن"الجو يكون بارداً رطباً غير جاف، إلا أن البرد يبدأ في الانحسار تدريجياً، الأمر الذي يجعل الماء يكثر جريانه في غصون الشجر، وتبدأ أوراقها في الظهور، فتحرث الأرض الزراعية، وتسمد كيماوياً"، لافتاً إلى أنه في موسم"الشبط"،"يبدأ الشتاء الفعلي يلملم متاعه بتثاقل، وبانتهائه ينتهي البرد الفعلي، ويحل الدفء". واختتم الزعاق بالقول:"إن من حسن الحظ أن الأمطار هطلت في موسم"الوسم"وخلال"المربعانية"على مناطق عدة من المملكة، ما جعل الأرض تنبت من كل شيء بهيج"، معتبراً السنة الحالية من"السنوات الربيعية". وأضاف أنه"من حسن الحظ أيضاً أن المربعانية لهذه السنة كانت باردة وذات صقيع. ما جعل النباتات الربيعية تأصل جذورها في الأرض، وتأخذ مناعة ضد برد الشبط. لأن الطقس المعتدل يجعل النباتات تعلو إلى أعلى، فيفاجئها برد"الشبط"فتموت، لعدم أخذها مناعة ضد البرد في"المربعانية"، ما جعل الناس يتباشرون في السابق، إذا تجمد الماء في موسم"المربعانية"، حفاظاً على مزروعاتهم".