فارق شاب سعودي يعاني من"السمنة المفرطة"الحياة أمس، بعد معاناة طويلة مع المرض الذي لم يقتصر عليه، بل أصاب بعض أفراد عائلته، وتسبب في وفاة والدته قبل 3 أعوام، وسط مخاوف أن تلقى شقيقته المصير ذاته. وصدر قرار ملكي قبل عام، بنقل الشاب ماجد الدوسري، الذي يفوق وزنه 380 كيلوغراماً، وشقيقته رنا 220 كيلوغراماً، إلى أحد المستشفيات الأميركية لتلقي العلاج من المرض، بيد أن عدم توافر طائرة إخلاء طبي حال دون نقلهما، كما أدعت وزارة الصحة. وقضى ماجد 29 سنة لحظاته الأخيرة في قسم العناية المركزة، في مجمع الدمام الطبي الذي نقل إليه، إثر معاناته من السمنة واضطرابات الغدد الصماء التي كان يعاني منها في شكل نوبات متكررة، تؤدي إلى هبوط مستوى الأوكسجين في الدم. وأوضحت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، في بيان صحافي، أصدرته أمس، أنه تم"نقل ماجد الدوسري إلى قسم العناية المركزة، في الفترة الأخيرة، وذلك لإصابته بالتهاب رئوي حاد، إذ لم يستجب للعلاجات الطبية المتبعة. وبعدما ساءت حاله"توقف للقلب والجهاز التنفسي، مع اشتباه بحدوث جلطة رئوية، ما أدى إلى وفاته". وقالت"صحة الشرقية":"إن المريض خضع لبرنامج تأهيلي مكثف لخفض السمنة المفرطة. إذ بلغ وزنه 380 كيلوغراماً، وذلك بحسب الخطة الموصى بها من الفريق الطبي الذي تم استدعاؤه من أحد المراكز المتخصصة في الولاياتالمتحدة الأميركية، لتقويم الحالة، وتهيئتها للنقل لاحقاً، وإكمال العلاج هناك، تنفيذاً للتوجيهات الصادرة من الديوان الملكي، بعد تعذر نقله بالإخلاء الطبي في وضعه الحالي". بدوره، قال استشاري الجراحة العامة والمناظير الدكتور أحمد الغامدي، الذي يتولى الإشراف على علاج ماجد وشقيقته رنا الدوسري 32 سنة:"إن ماجد كان يعاني من ضيق في التنفس بسبب السمنة المفرطة، وكان الأوكسجين يوضع دائماًً له"، لافتاً إلى أن"ضيق التنفس يعاني منه أي مريض يعاني من السمنة المفرطة، خصوصاً في مثل حالة ماجد". وعن الحالة الصحية لشقيقته رنا، أوضح الغامدي، أنها"تمر بحال نفسية صعبة للغاية، بسبب ارتباطها الشديد بشقيقها"، كاشفاً عن"جاهزيتها للسفر إلى أميركا منذ مدة". وقال:"إن جميع ظروفها الصحية تسمح بالتدخل الجراحي وإنهاء معاناتها، إلا أنها اعتبرت ذلك مستحيلاً وغير ممكن، من دون إجراء العملية ذاتها لشقيقها، على رغم أننا أوضحنا لها حاجة ماجد، لفقد المزيد من الوزن، كي يصبح جاهزاً ومهيئاً لإجراء العملية"، لافتاً إلى أنها"تعلق بدايتها بالعلاج مع أخيها، وسترافقه إلى أميركا، ليبدءا رحلة العلاج معاً". يذكر أن قضية ماجد ورنا الدوسري، حظيت بتوجيه لنقلهما إلى مركز متخصص للعلاج من السمنة خارج المملكة، بيد أن عدم توافر طائرة إخلاء طبي مناسبة لحجم ماجد، عرقل نقلهما. وأرسلت وزارة الدفاع، إفادة إلى وزير الصحة، تفيد بعدم توافر طائرة إخلاء طبي تناسب حجم ماجد، بعد ذلك وجه أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، بتبني حالتهما، إنفاذاً لتوجيهات عليا. ليصل بعدها فريق طبي متخصص من مستشفى"كليفلاند"في أميركا، الذي كان مخصصاً لعلاج الحالة، وأجرى الفحوص اللازمة. على أن يتم نقل المريضين إلى أميركا بعد انتهائهما من فترة العلاج التجهيزية اللازمة في السعودية. فيما شهدت حالتهما متابعة محلية من المواطنين والمهتمين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وشكل القرار الملكي بالعلاج خارج المملكة،"بارقة أمل"لماجد الدوسري، المصاب بالسمنة والالتهاب الرئوي، ومر عام على صدور القرار، ولكنه لم يأخذ حيز التنفيذ، ليلفظ ماجد أنفاسه الأخيرة بمجمع الدمام الطبي صباح اليوم، تاركاً وراءه شقيقته رنا، في"صدمة"لرحيله، وتعاني هي أيضاً من سمنة مفرطة، وتخضع لبرنامج علاجي، تمهيداً لنقلها إلى الخارج، لإكمال العلاج. وهي الخطة ذاتها التي تم اتباعها مع شقيقها ماجد، بيد أن رنا حالها"مستقرة".