بدت العاصمة العمانية مسقط هادئة أمس، وكذلك المدن الأخرى وبلدات السلطنة وقراها، عشية انتخابات مجلس الشورى، التي تُجرى اليوم وعلى مدى 12 ساعة في 105 مراكز، لانتخاب 84 عضواً من 1133 مرشحاً، بينهم 77 امرأة، يتنافسون في 61 ولاية بمعدل عضوين للولاية ذات الثلاثين ألف نسمة وعضو للأقل عدداً. وانتخابات اليوم هي السابعة للمجلس، الذي تأسس العام 1991، ويمثل نهج الشورى البرلمانية. وذكرت وكالة «الأنباء العمانية» امس أن تم تسجيل 518 ألف ناخب في كل الولايات. ويصل عدد السكان إلى نحو 2.8 مليون نسمة بينهم 900 ألف أجنبي. ويطالب العُمانيون بتعزيز صلاحيات المجلس الذي ما زالت سلطاته أقرب إلى الاستشارية، وتشمل تقديم اقتراحات قوانين ومشاريع التنمية والخطط الخمسية ومراجعة مشاريع الموازنة ومتابعة عمل الوزارات وغيرها. ويتوقع أن يتمتع المجلس الجديد بمزيد من الصلاحيات والسلطات، التي وعد السلطان قابوس بإعلانها مع افتتاح الدورة الجديدة في مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بعدما كان أصدر تعليماته بدراسة تطوير صلاحيات المجلس واختصاصاته. وأمس كان يوم راحة للمرشحين، الذين في أي حال، لم تُرهقهم الحملات الانتخابية التي وضعت لها ضوابط تم التزامها إلى حد كبير. وخلال هذه الحملات بدت مسقط، المدينة الفائقة النظافة والمنظمة، أقرب إلى النموذج الأوروبي في تعاطيها الانتخابي منها إلى النموذج العربي. وتجلى ذلك، شكلاً على الأقل، في الحملات الإعلانية التي اقتصر الظاهر منها للعموم على ملصقات موزعة على اللوحات المخصصة للإعلان وبأحجام محددة وموحدة. وإذا كانت بعض الدوائر شهدت «مناكفات» و»مناوشات» بين بعض المرشحين، إلا أن الطابع العام للحملات التي توقفت نهائياً امس، بموجب القرارات التنظيمية، كان «ديموقراطياً» ومنظماً على رغم أن بعض الملصقات بقيت داخل المدينة حتى مساء أمس فيما كان من المفترض إزالتها. وفي الشكل تُشبه الإعلانات بعضها بعضاً، وكذلك في المضمون، تبعاً للقانون الذي يفرض أن تتضمن التعريف بالمرشح وعلومه وكفاءاته. أي إنها أشبه بسيرة ذاتية للمرشح إضافة إلى شعار حملته على نحو «معاً نبني عمان» أو «ساعدنا... لتصل» أو «أتمنى أن أحظى بمباركتكم إذا كنت أهلاً لها»، وكذلك طلبات التأييد التي تأتي عبر موقع «فايسبوك» والرسائل النصية. وتبدو من خلال الأرقام، الغلبة لحملة الشهادات الجامعية والثانوية على النسبة الأكبر من المرشحين (75 في المئة)، إلا أن ذلك لا يلغي وجود من يصفهم أحد المتابعين للمعركة ب «الطامحين والطامعين والمغامرين والحالمين» من أصحاب المواقع البسيطة في المجتمع وحتى أشباه المتعلمين والأميين. ولعل الميزة البارزة لمرشحي هذه الدورة هي طغيان عنصر الشباب إذ تبلغ نسبة المرشحين ممن هم دون ال 45 سنة نحو 67 في المئة فيما لا تتعدى نسبة من هم فوق ال65 ال0.5 في المئة. وكان العاملون في اللجان الانتخابية اختاروا من يمثلهم السبت الماضي، كما اقترع العُمانيون المقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي، في اليوم نفسه في سفارات بلدهم.