طرابلس - رويترز، أ ف ب - قال شهود وسكان إن معركة بالأسلحة اندلعت في العاصمة الليبية طرابلس أمس الجمعة بين مجموعة يتراوح عدد أفرادها بين 20 و50 مقاتلاً مؤيداً للزعيم المخلوع معمر القذافي وقوات المجلس الوطني الانتقالي. وهرعت قوات من المجلس الانتقالي على متن شاحنات صغيرة مكشوفة باتجاه الموقع في حي أبو سليم الذي يُعد مركزاً لمؤيدي القذافي. وقال الشاهد إن الجانبين تبادلا إطلاق النار من الأسلحة الآلية والرشاشات الثقيلة. وقال سكان في المنطقة إن مجموعة المسلحين ظهرت في أبو سليم في وقت سابق وأخذوا يرددون شعارات مؤيدة للقذافي. وقال مقاتلو المجلس الانتقالي إن اشتباكات اندلعت أيضاً في حي الهضبة القريب. وقال مقاتل من المجلس يدعى عبدالله: «طلب منهم القذافي في رسالة الليلة (قبل) الماضية أن يخرجوا بعد صلاة الجمعة. لهذا خرج هؤلاء القلة من الناس ويثيرون هذه المشكلة». ودعا القذافي أنصاره في تسجيلات صوتية عدة إلى محاربة الحكومة الجديدة التي أطاحته من السلطة عندما سيطرت قواتها على طرابلس قبل نحو شهرين. وفي إحداها دعا الليبيين في وقت سابق هذا الشهر للخروج إلى الساحات بالملايين في كل القرى والمدن والواحات. وطالبهم بالخروج سلمياً وبأن يتحلوا بالشجاعة ويرفعوا الرايات الخضراء التي ترمز لنظامه. وأكد مسؤولون في المجلس الانتقالي وقوع المواجهات في طرابلس أمس. وقال الناطق باسم المجلس عبدالرحمن بوسين: «بعد تظاهرة للموالين للقذافي في حي بوسليم جرت اشتباكات مع قوات معارضة للقذافي». ورجّح بوسين سقوط ضحايا، لكنه لم يتمكن من تحديد أي حصيلة في الحي الذي يقع على بعد عشرة كيلومترات من وسط طرابلس. وقال خالد شريف نائب المسؤول العسكري عن طرابلس في المجلس الوطني الانتقالي ل «فرانس برس» إن اشتباكات محدودة دارت في حيي بوسليم والهضبة الخضراء اللذين يعتبران مواليين للقذافي. وقال خالد شريف: «دارت اشتباكات محدودة بعد صلاة الجمعة مع مجموعة مسلحة في منطقة بوسليم والهضبة الخضراء»، واصفاً المجموعة المسلحة بأنها «طابور خامس»، مؤكداً أنه «تمت السيطرة على الوضع وإلقاء القبض على عدد منهم ونقوم بمطاردة الباقين». ولم يحدد المسؤول العسكري الليبي عدد المعتقلين أو إن كان تم تسجيل ضحايا في الاشتباكات. وسمع في طرابلس دوي أسلحة خفيفة وانفجارات محدودة كانت مستمرة حتى الساعة السادسة بعد ظهر الجمعة. وهي المرة الأولى التي تُسجّل فيها اشتباكات في المدينة التي سيطرت عليها قوات المجلس الانتقالي في آب (أغسطس) الماضي.