بدت جلسات النقاش بين حضور المؤتمر والمحاضرين، أكثر فعالية وملامسة للواقع. إذ حضر هاجس 30 حزيران يونيو لدى أذهان بعض الشباب المصري، فسألوا الدكتور عبدالكريم بكار عن رأيه تجاه الواقع المصري الحالي، فطالب الإسلاميين المصريين بالرفق، وعدم التعامل مع الفرقاء السياسيين كأعداء، ولفت إلى أن المشاركة السياسية هي الحل الأمثل لدول الثورات التي وصل الإسلاميون فيها، إلى الحكم، لأن أسوأ الحكومات هي التي تأتي بعد الثورات، واعتبر أن التنافس للوصول إلى السياسة ليس مهماً، لأن من لم يصل إلى الحكم المرة الحالية سيصل لها المرة المقبلة، ومن وصل الآن لن يصل مستقبلاً، وأن ما حدث خلال 100 عام لا يمكن حله خلال عشرة أعوام. وأوضح الدكتور عبدالكريم بكار أن نصف الجيش الحر بلا أسلحة لذا فإن الأزمة السورية ليست بحاجة إلى رجال، وإنما إلى أسلحة وإغاثة ومساعدة المحتاجين، ورداً على سؤال"الحياة"حول بيان علماء الأمة الأخير الذي طالب بالجهاد بالنفس مع المال والسلاح، قال:"الموقعون مخطئون فيما توصلوا إليه جهاد النفس". وذكر المفكر الإسلامي الدكتور عبدالكريم بكار أن الأمة الفقيرة هي التي تفتقر إلى القيادات التي تستطيع انتشالها من ظروفها الصعبة، التي لديها القدرة على الاستفادة من مقدرات هذه الأمة ووضعها على الطريق الصحيح. وأضاف بكار في المحاضرة التي ألقاها ضمن فاعليات اليوم الثالث للمؤتمر السنوي الرابع لمنظمة"فور شباب"العالمية، المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة، الأحد 23-6-2013، بعنوان:"الجانب الفكري في شخصية القدوة"أن الأمة العربية والإسلامية في حاجة إلى نماذج قيادية فاعلة، مبيناً بقوله:"لدينا أفكار جيدة، لكن ليس بالأفكار وحدها يمكن تغيير الأمة من حال إلى حال، وإن كان الأمر بالأفكار فقط، لكتبنا على كل شارع فكرة جيدة لكننا نفتقر إلى من ينفذها". مشدداً على ضرورة معرفة التوجهات والتطورات الفكرية للشخصية القدوة، ولا سيما أنه في بعض الحالات نعتقد بأن هناك شخصاً قدوة ومع مرور الوقت نجده فاقداً لصفات القدوة، مؤكداً ضرورة أن يتوافر في القائد المرونة التي تساعده على النظر إلى الأمور بزوايا متعددة، بل يزيد على ذلك فينظر إلى الأمر من زواية خصومه، حتى يصل إلى القرار الصائب، وكذلك المرونة التي تجعله يقبل الأفكار الجديدة، إضافة إلى قدرته على الحوار واستقراء الواقع والآراء المختلفة، مشيراً إلى أن الموضوعية الناقصة هي أكبر التحديات التي تواجه القادة، مبيناً أن الجهل والهوى هم ألد أعداء التفكير الموضوعي للشخصية القيادية. الدكتور سلمان العودة شارك بمحاضرة مباشرة عن بُعد، تحدث فيها حول صناعة القدوة، وقال:"إن كثيرين أثروا وكانوا قدوة لي في جانب ما، والإنسان الذكي يستفيد من لحظاته ومن كل ما يمر به"، وأكد أن الإنسان القدوة يجب أن يكون قريباً من الناس، عادياً معهم، ولا يعيشُ وحده في برج عاجي، مشيراً إلى أنه"لم يمر على المسلمين يوم يحتاجون فيه إلى القدوة مثل هذا اليوم"وفي نهاية حديثه قال:"في العام المقبل أرجو أن أكون معكم، أصافحكم وأسعد بالسماع مباشرةً لكم".