قضى 12 معتمراً وأصيب 34 آخرون إثر انقلاب حافلة نقل كانت تقلهم من المدينةالمنورة باتجاه مكةالمكرمة أمس، إذ وقعت الحادثة قبل الجسر المؤدي مخرجه إلى محافظة الجموم. وأعلنت الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة حالة التأهب القصوى بمجرد ورود بلاغ الحادثة، واستنفرت مستشفيات العاصمة المقدسة كافة لاستقبال الحالات المصابة. وقال المدير العام للشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود ل"الحياة"إنه تم نقل أربعة مصابين جراء الحادثة إلى مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة من خلال الإسعاف الطائر، مشيراً إلى أن حالاتهم متوسطة وليست خطرة. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان أن فرق الإنقاذ والإسعاف التابعة لفرع المديرية في الجموم اتجهت نحو الموقع عند ورود البلاغ ظهر أمس، لإخراج المصابين والمحتجزين من داخل حافلة نقل ركاب. وقال العقيد سرحان إن فرق الهلال الأحمر السعودي نقلت المصابين إلى مستشفيات العاصمة المقدسة وجدة بما فيهم سائق حافلة الركاب، مشيراً إلى مشاركة طائرتين تابعتين للهلال الأحمر، وتم تسليم الموقع لأمن الطرق في العاصمة المقدسة. بدورها، كشفت مصادر موثوقة ل"الحياة"عن مشاركة 28 إسعافاً أرضياً، وطائرتين، وثلاث فرق إسعافية تابعة للشؤون الصحية في العاصمة المقدسة، إضافة إلى خمس فرق مساندة وجهت لموقع الحادثة من جدة. وأفادت المصادر بأن انفجار إطار أمامي للحافلة أثناء اتجاهها من المدينةالمنورة إلى مكةالمكرمة أدى إلى انقلابها قبل جسر محافظة الجموم على طريق الحرمين. وأكد القنصل العام في القنصلية الأردنية في جدة الدكتور علي الغزاوي ل"الحياة"توجه فريق ديبلوماسي من جدة إلى العاصمة المقدسة للوقوف على حالات وأوضاع المصابين في المستشفيات. وأوضح الدكتور الغزاوي أن المعتمرين كانوا متوجهين إلى مكةالمكرمة قادمين من المدينةالمنورة، مشيراً إلى أن المعتمرين الأردنيين دخلوا الأراضي السعودية من يوم واحد. وقال إن المتوفين ال 12 نقلوا لمستشفى الملك فيصل في حي العزيزية الذي يبعد نحو 17 كيلو متراً من المسجد الحرام، فيما نقلت أربع حالات مصابة حرجة جواً عبر الطائرات المروحية إلى جدة لتلقي العلاج. من جهته، قال الخبير المختص في شؤون التأمين الدكتور مراد زريقات ل"الحياة"أن تأمين ديات المتوفين جراء الحوادث يسمى بتأمين"الفريق الثالث"، مبيناً أن حدوده المالية تبلغ خمسة ملايين ريال كتعويض للأضرار المادية. وأفاد الدكتور زريقات بأن"التأمين الشامل على المركبات"يمكن من خلاله توسعة هذا التأمين ليشمل الأخطاء التي تحصل على السائق والركاب، ويتم تغطية الأضرار التي تشمل الإصابات الجسدية والوفاة التي تصل إلى 300 ألف ريال لكل فرد، وهو مبلغ الدية الذي أقرته الحكومة السعودية. وأشار إلى احتمالية تجاوز هذا التأمين لخمسة ملايين وذلك بحسب سعة حمولة المركبة. وبين أنه من خلال نوع"التأمين الشامل"يمكن تغطية الأخطار التي تصيب السائق والركاب سواء في حال العدد الجزئي، أو الدائم أو حتى في حالات الوفاة. وحول ما إذا كانت المركبة مؤمنة تأميناً ضد الغير فقط، أجاب:"يوجد حد أعلى لهذا النوع من التأمين يبلغ خمسة ملايين ريال للإصابات الجسدية، وخمسة ملايين للأضرار المادية فقط". وأضاف"وبحسب النصوص النظامية يعتبر الركاب الطرف الثالث للحادثة، ويشملهم تأميناً ضد الغير، إذ إن الفريق الأول هو شركة التأمين، والطرف الثاني هو المأمن له، والطرف الثالث هو الغير، وأي جهة بخلاف المؤمن شركة التأمين والمؤمن له صاحب الوثيقة يعتبر طرفاً ثالثاً وهم الركاب في هذا الحادثة". بدوره، أوضح المدير الإقليمي لإحدى شركات التأمين الدكتور وليد اليافعي أنه في حال كان التأمين شاملاً سيغطي جميع كلفة الأضرار، وذلك بحسب الوثيقة التي تمتلكها شركة التأمين والمعتمدة من قبل مؤسسة النقد، وتشمل الحد الأدنى والأعلى لمبلغ التغطية. وأشار إلى أنه في حال كان التأمين ضد الغير فقط"فهذا التأمين يغطي الركاب، إلا أن شركات التأمين لا تغطي مركبات نقل مؤسسات الحج والعمرة، إلا بعد إخبارهم بغرض استخدام المركبة، وفي حال عدم تأمين المركبة نهائياً يتحمل صاحب المركبة المسؤولية".