عاشت محافظات المنطقة الشرقية، ظروفاً مناخية"متقلبة"طوال اليومين الماضيين، تراوحت بين عواصف ترابية على معظمها، وأمطار في محافظة حفر الباطن. وفيما لم تتأثر حركة الملاحة الجوية، كما أكدت إدارة مطار الملك فهد الدولي في الدمام، التي أكدت أن"جميع الرحلات المجدولة أقلعت وهبطت في أوقاتها المحددة"، واضطر ميناء الملك عبد العزيز في الدمام إلى إيقاف الملاحة بسبب"سوء الأحوال الجوية وتدني مستوى الرؤية الأفقية"بحسب إدارة الميناء. وقال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في ميناء الملك عبد العزيز خالد المطيري، في تصريح إلى"الحياة":"إن حركة الملاحة البحرية توقفت في الميناء منذ صباح اليوم أمس، وتم منع جميع السفن من المغادرة بسبب تدني مستوى الرؤية لأقل من 60 متراً". وأكد أنه تم"منع سفينة من مغادرة الميناء ضمن رحلة وحيدة كانت مُجدولة. فيما لم يكن من المقرر دخول أي سفينة إلى الميناء"، لافتاً إلى أن"جدول رحلات السفن كان خالياً". بيد أن المطيري، لفت إلى أن"حركة الفسح والمناولة لم تتأثر بموجة الغبار ولم تتوقف"، موضحاً أن"حركة الملاحة ستعود فور زوال موجة الغبار، وهناك تواصل مع إدارة الملاحة البحرية، للتأكد من تحسن الأجواء، وملاءمتها لمعاودة حركة الملاحة"، لافتاً إلى أن هذا الإجراء تتخذه إدارة الميناء"اتباعاً لتعليمات السلامة التي تفرض الأخذ بوسائل السلامة في مثل هذه الأحوال الجوية السيئة". وفي حفر الباطن، لم تحتج الشوارع سوى ساعة واحدة، هطلت فيها أمطار بين"متوسطة"و"غزيرة"، لتحيل الشوارع إلى برك ومستنقعات مائية. فيما اختفت معالم الطرق والأرصفة في عدد من الشوارع الرئيسة، وتعطلت حركة السير في شوارع عدة، وشُلت في شوارع أخرى. كما دهمت المياه بعض المنازل، محتجزةً سكانها بعد أن وصل منسوب المياه أمام بعضها إلى نحو نصف متر. وعلى رغم كون حفر الباطن المحاطة بثلاثة أودية رئيسة، لم تشهد جريان أي منها، إلا أن الأمطار التي كانت في معظم هطولها"غزيرة"، كافية لكشف واقع مشاريع تصريف المياه التي تعاني منها حفر الباطن، وأصبح هطول الأمطار يشكل"هاجساً مخيفاً"لدى البعض، إذ أسهمت حوادث الغرق، وتعطل الحركة في تغيير الصورة النمطية الجميلة للمطر، لتتحول إلى صورة يشوبها كثير من القلق في مؤشر"مخيف". إلى ذلك، شوهدت معدات البلدية والدفاع المدني منذ توقف الأمطار في حال استنفار. فيما باشرت بلدية حفر الباطن سحب المياه من الشوارع الرئيسة ثم الفرعية تباعاً، إضافة إلى المتابعة المستمرة لمجرى تصريف المياه، إلا أن ذلك لم يكن كافياً، إذ شكا بعض الأهالي من دخول المياه إلى منازلهم، وقال راشد الراشد أحد سكان حي المحمدية، الواقعة خلف أسواق العقارية:"إن المياه دخلت إلى منزلي، وأفسدت الأثاث"، لافتاً إلى أن البلدية"قامت بإغلاق شارع رئيس بوضع رصيف فيه، ما جعل المياه ترتد إلى داخل الشارع الواقع أمام منزلي، وتعيث فساداً فيه". وتسببت الأمطار في وقوع أكثر من 10 حوادث. كما انقطع التيار الكهربائي عن عدد من الأحياء. وحذّر الدفاع المدني، المواطنين من الخروج إلى بطون الأودية. فيما لم تعلن إدارة التربية والتعليم في حفر الباطن عن تعليق الدراسة.