التطورات التي حدثت على"الإنترنت"، والطفرة المعلوماتية التي يشهدها الإعلام الإلكتروني، لم أكن أعرفها في بادئ الأمر، والأسماء التي كنت أسمع عنها من الزملاء مثل"التغريدات"، أو"الهاشتاغ"، أو ما شابه ذلك من مسميات، فكنت بالكاد أعرف"الفيسبوك"و"تويتر"، الذي لم أنغمس فيه ولم أتقبله كثيراً للتواصل فيه مع الآخرين، تواصلت مع شخصين من أصدقائي فقط، ومن ثم أغلقت هذا الباب، لأنني لم أقتنع بيني وبين نفسي بذلك"لشيء في نفس يعقوب". أما"الفيسبوك"فتواصلت فيه ولكن بحذر شديد جداً، وكلما رأيت شخصاً لا يتجاوب معي، أو تبدر منه أشياء لا أستسيغها، سواء أكان ذلك في طريقة فهمه وإدراكه لتلك الأشياء، أو سطحية تفكيره، أو أشياء لا تعجبني منه أقوم بحذفه مباشرة، ولكنني لا أنكر أنني أدمنته في بداياتي في التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وكان لدي أصدقاء أعرفهم، وآخرون لا أعرفهم، ولكنني بدأت في تصفيتهم حتى قلصت العدد الذي كان موجوداً عندي، وأصبحت أتعامل معه بحذر شديد، ومع أناس أعرفهم ويعرفونني جيداً. أما السؤال المطروح كعنوان للموضوع فهو ما دعاني إلى الكتابة، لكي أطرح هذا السؤال، وأقول: هل الإعلام الإلكتروني مستقبلاً سيجعل الإصدارات الورقية تقل أو تنعدم، أم أن هناك دُوراً من تلك الإصدارات ستغلق أبوابها لعدم قدرتها على الاستمرار والتواصل في الإصدار، نسبة لتقلص قرائها وهجرهم للصحف الورقية التي استعاضوا عنها بالصحيفة الإلكترونية، أو الإعلام الجديد، كما يطلقون عليه الآن، الذي أصبح يواكب الإصدارات، ويصدر قبل الورقي، ويكون في متناول يد القارئ عندما يفتح جهازه المنزلي، أو هاتفه"الذكي"ليدخل اسم الصحيفة الإلكترونية التي يريد الاطلاع عليها، ويجد المعلومة لديه"طازجة"قبل أن يذهب إلى البقالة، أو إلى صندوق البريد الموجود أمام منزله، إذا كان مشتركاً في أحد الإصدارات. أرى توجه الشباب وكل المثقفين والمثقفات إلى"تويتر"و"الهاشتاغ"و"التغريدات"، التي يتحدثون فيها عن مجتمعاتهم عن فلان قال كذا، وعلان رد عليه كذا، فهنالك من يستفيد منه، وهنالك من يستعمله استعمالاً سيئاً، ويتلفظ بألفاظ بذيئة مع الآخرين، ويستغل التقنية أسوأ استغلال، بعكس آخرين يستفيدون من تلك التقنية العالية في تحقيق ما يصبون إليه من معلومات مفيدة، وفي أشياء يحتاجون إليها. أعيد وأكرر السؤال المطروح في المقدمة وأقول مرة أخرى: هل الإعلام الإلكتروني الجديد الذي ظهر الآن، من الممكن أن يلغي الصحيفة الورقية أو يقلل من اقتنائها، أم ماذا سيحصل مستقبلاً يا ترى؟... والله من وراء القصد. جعفر حسن حمودة [email protected]