واشنطن - يو بي أي - تأجلت عملية التنظيف التي كانت مقررة لحديقة منهاتن حيث يقيم متظاهرو حملة "احتلوا وول ستريت" مخيماً منذ أسابيع، في خطوة من شأنها منع وقوع مواجهة بين الشرطة والمتظاهرين الذين أظهرت إستطلاعات للرأي أن لديهم شعبية في الولاياتالمتحدة أكثر مما كان متوقعاً. ونقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مكتب عمدة نيويورك، أن أصحاب الحديقة، شركة "بروكفيلد بروبرتيز"، أبلغوا المسؤولين في المدينة أمس الخميس عن تأجيل تنظيفها، وأنهم "في الوقت الراهن يسحبون طلبهم" الذي وجّهوه في وقت سابق هذا الأسبوع للحصول على مساعدة الشرطة في عملية التنظيف. وقال كاس هولواي، نائب العمدة، "بروكفيلد بروبرتيز تعتقد أن بإمكانها التوصل إلى ترتيب مع المتظاهرين يضمن أن تبقى الحديقة نظيفة وآمنة ومتوفرة أمام إستخدام الجمهور، وأن يكون الوضع مناسب للسكان والشركات في وسط المدينة وسنواصل مراقبة الوضع". وكان هناك خوف من وقوع مواجهة بين عناصر الشرطة الموكلين المساعدة في التنظيف والمتظاهرين الذين لن يرضخوا. وكانت سلطات المدينة طلبت من المتظاهرين الذين يناهز عددهم الألف مغادرة الحديقة عند السابعة من صباح اليوم، ولكن المتظاهرين بدأوا الليلة الماضية عملية التنظيف بأنفسهم وأخذوا يجمعون الأوساخ ويمسحون الرصيف. ويعتصم المتظاهرون في منهاتن منذ عدة أسابيع إحتجاجاً على السياسات المالية ضمن حملة "احتلوا وول ستريت" لجذب الإنتباه إلى ما يصفونه بأنه "السياسات غير المتوازنة "، وامتدت حركتهم إلى عدة مدن أخرى. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة "تايم" أن 54% من الأميركيين لديهم إنطباع إيجابي تجاه المحتجين فيما قال 23% إن لديهم إنطباع سلبي. وأجرت المجلة الإستطلاع يومي 9 و10 من الشهر الجاري، وبيّنت النتائج أن 86% يوافقون على أن وول ستريت ومجموعات الضغط التابعة له لديها تأثير كبير على واشنطن مقابل 11% فقط لا يوافقون. وقال 79% إن الهوّة بين الفقراء والأغنياء اتسعت بشكل كبير، و71% قالوا إن مدراء المؤسسات المالية المسؤولين عن الأزمة المالية عام 2008 يجب أن يحاكموا، كما قال 68% إن على الأغنياء أن يدفعوا ضرائب أكثر من غيرهم. ولكن 30% فقط من المستطلعين قالوا إن التحرك في وول ستريت سيكون لديه أثر إيجابي على السياسات الأميركية، و9% قالوا إنه سيترك أثراً سلبياً فيما رأى 56% أنه لن يترك أي أثر. وقال 81% من المستطلعين إن الأمور في البلاد تذهب في الإتجاه الخطأ بشكل عام، و14% فقط قالوا إنها تذهب في الإتجاه الصحيح و5% لم يعطوا جواباً. وقال 44% من المستطلعين إنهم يؤيدون أداء الرئيس باراك أوباما مقابل 50% لا يؤيدون و6% لا جواب لديهم. وبيّنت نتائج إستطلاع لشبكة "أن بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال" أن 37% من الأميركيين يميلون إلى دعم التحرك في وول ستريت، فيما قال 18% إنهم يميلون إلى المعارضة. وانتشرت الدعوة إلى الإعتصام في وول ستريت على مواقع التواصل الإجتماعي منذ أشهر، مستلهمة التحرك من إعتصامات ميدان التحرير في القاهرة وخيم المحتجين في مدريد المناوئين لأسلوب الحكومة الإسبانية في معالجة الأزمة الإقتصادية. واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن المجموعة وراء حركة "احتلوا وول ستريت" تعبّر عن إحباط الشعب الأميركي من كيفية عمل النظام المالي.