سجلت منطقة حائل لليوم الرابع على التوالي، أمطاراً متوسطة إلى غزيرة، شملت عدداً من القرى والمحافظات، لتستنفر الجهات الحكومية إمكاناتها كافة، لضمان سلامة المواطنين والمقيمين، إذ انتشرت دوريات المرور في الشوارع والميادين، ولم تسجل أية حوادث نتيجة لهطول الأمطار. وأكد مدير مرور حائل العقيد بدر العتيبي ل"الحياة"، أن إدارة مرور حائل نشرت عناصرها من أفراد وضباط في الطرق الرئيسة والميادين كافة، للحفاظ على طبيعة الحركة المرورية، لافتاً إلى أن جميع طرق حائل"سالكة"، على رغم غزارة الأمطار. فيما أوضح المتحدث الإعلامي باسم هيئة الهلال الأحمر السعودي في منطقة حائل محمد الطيار، أن غرفة عمليات الهلال الأحمر السعودي تلقت أكثر من 47 بلاغاً خلال اليومين الماضيين، اللذين شهدت فيهما المنطقة هطول أمطار غزيرة، منها 21 حادثة مرورية، والبقية عبارة عن احتجاز وحرائق وغيرها، مهيباً بالمواطنين والمقيمين توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة في مثل هذه الأجواء الماطرة. من جانبه، أكد مدير إدارة الإعلام في أمانة المنطقة سعد الثويني، أنه تم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتلافي انقطاع الشوارع داخل المدينة وخارجها، نتيجة لدهم مياه الأمطار والسيول لها، الأمر الذي يتسبب في إعاقة تنفيذ خطط وأعمال الجهات الحكومية المعنية بمواجهة كوارث الأمطار والسيول، لافتاً إلى أن التوجيهات ركزت على إعطاء الأولوية للمواقع التي لا تتوافر فيها شبكات تصريف السيول، وتشمل الأحياء السكنية، والطرق والأنفاق، والمناطق الصناعية، والمناطق التجارية، موضحاً أنه تمت الاستعانة بصهاريج شفط المياه في ثلاثة مواقع فقط هي شارع بيروت في حي السويفلة، وحي أجا، ودوار الأسمنت في حي النقرة. في حين أشار مدير الدفاع المدني في المنطقة العميد عايش الطلحي ل"الحياة"إلى عدم تسجيل أي بلاغات حول حالات غرق أو احتجاز، مهيباً بالمواطنين والمقيمين كافة أخذ الحيطة والحذر، واتباع التعليمات والإرشادات، وعدم التقليل من المخاطر التي قد يتعرضون لها نتيجة لهطول الأمطار والتقلبات المناخية، وعدم الخروج من المنازل أثناء هطول الأمطار إلا في الحالات الضرورية، مع أخذ الحذر والانتباه أثناء قيادة السيارات في الطرقات وقت هطول الأمطار من مخاطر الانزلاق، والبعد عن الأسلاك والتوصيلات الكهربائية المبللة، تلافياً للإصابة بحالات الصعق الكهربائي، إضافة إلى تجنب استعمال الهاتف المحمول أثناء العواصف الرعدية لتجنب الإصابة بصاعقة البرق، والابتعاد من الأودية ومواقع تشكّل السيول. يذكر أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة توقعت بحسب موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، أن تستمر منطقة حائل تحت حال عدم الاستقرار الجوي، ويبقى الطقس فيها غائماً جزئياً إلى غائم، وتسقط زخات متفرقة من المطر قد تكون غزيرة ومصحوبة بالرعد وتساقط البرد أحياناً، في حين رجحت أن يكون الطقس اليوم السبت غائماً جزئياً في وجه عام، وتبقى الفرصة مهيأة أثناء النهار لسقوط زخات متوسطة إلى غزيرة من المطر المصحوب بالرعد والبرد. ... مطر وبرَد ورعد تجبر الأهالي على هجرة جماعية إلى"البر" أجبر مشهد تساقط المطر وحبات البرد المصحوبة بصوت الرعد الذي تواصل خلال الأيام الثلاثة الماضية وأوجد أجواءً ربيعية باكرة في مدينة حائل أعداداً كبيرة من العوائل والعزاب إلى هجرة جماعية إلى المتنزهات البرية والتلال الرملية في أطراف المدينة وقراها. وانبعثت رائحة الشواء من هذه الأماكن خصوصاً أن كثيراً فضلوا تناول الغداء خارج المنازل، استمتاعاً بالمناظر الجميلة على رغم برودة الأجواء، وهذا ما دفع عبدالله الخالد 21 عاماً إلى تشبيه أجواء"عروس الشمال"الحالية بأجواء أوروبا، بقوله:"نحن نعيش جواً أوروبياً مقارنة بغيرنا من سكان باقي المدن السعودية من أجواء متقلبة بين الحرارة والبرودة"، مشيداً بجهود أمانة حائل في نشر عمال النظافة لتنظيف المتنزهات البرية من مخلفات الأمطار ليتسنى للأسر الاستمتاع ب"طلعات البر". ورصدت"الحياة"خلال جولتها على الطريق المؤدي إلى متنزه مشار ونفود قنا وطريق حائل - الجوف حضوراً كبيراً للأهالي، إذ أغرت السماء الملبدة بغيوم تخترقها خيوط أشعة الشمس وقطرات الأمطار الأهالي بالخروج مع أسرهم، واحتمت عوائل كثيرة بأشجار الأثل في متنزه مشار، بينما فضل كثير من المراهقين كثبان رمال قنا على طريق جبة لممارسة الاستعراض بسياراتهم ذات الدفع الرباعي أو حتى السيارات العادية بعد تفريغ إطاراتها من الهواء لتتمكن من صعود الكثبان العالية المعروف بين أوساط شبان حائل ب"طلعة خمسين". في حين حرك تساقط الأمطار بغزارة الوضع في المخيمات المنتشرة بكثافة على طريق حائل - جبة، خصوصاً أن تلك الأجواء الماطرة تزامنت مع إجازة نهاية الأسبوع، كما أكد عدد من أصحاب المخيمات البرية أن الإقبال عليها منقطع النظير، خصوصاً وأن الكثير من المخيمات أصبحت"محجوزة"بالكامل خلال عطلة نهاية الأسبوع. ... وزخات المطر تغسل شوارع"عروس الشمال" وكأنها قررت إراحة عمال النظافة من عناء العمل خلال اليومين الماضيين، غسلت الأمطار"الغزيرة"شوارع مدن منطقة حائل، فيما علا صوت الرعد وأنار البرق ليلها في أول أيام إجازة نهاية الأسبوع أمس. وفيما تحولت بعض شوارع حائل إلى برك مياه متجمعة استبشر الكثيرون بزخات المطر الهاطلة متوقعين"موسماً ماطراً"، وخصوصاً عشاق الرحلات البرية الذين كانوا ينتظرون هطول المطر للخروج إلى البر في نزهات صحراوية في إجازة نهاية الأسبوع، انتشرت فرق من أمانة منطقة حائل في الشوارع لإزالة مخلفات الأمطار الغزيرة من الشوارع والطرقات، فيما سجلت الدوريات الأمنية انتشاراً كثيفاً كان مخططاً له لتنظيم حركة السير وفك الاختناقات المرورية التي قد تصاحب مثل هذه الأجواء. وبذل رجال الأمن جهوداً كبيرة لضمان انسيابية حركة السير مع هطول الأمطار وتجمعات المياه في الشوارع.