يبدو أن الأزمة المادية الخانقة التي تطوق إدارة الاتحاد في الفترة الحالية، ستقيد حراك المفاوض الاتحادي في فترة الانتقالات الشتوية، تجلى ذلك خلال الأيام القليلة الماضية التي ناقش فيها مسيرو النادي التقرير الفني الذي رفعه المدير الفني الاسباني راؤول كانيدا، ولخص فيه حاجات الفريق للمرحلة المقبلة، قبل أن يغادر إلى بلاده في إجازة مدة خمسة أيام، وتضمن حاجته من اللاعبين الأجانب والمحليين القادرين على خدمة الفريق في الفترة القادمة. وخرج أعضاء إدارة البيت الأصفر من لقاءاتهم المتوالية بقرارات أهمها الابقاء على اللاعب الفلسطيني أنس الشربيني حتى إشعار أخر، خصوصاً في ظل الشرط الجزائي الباهظ الذي ستتكبده الإدارة في حال قررت الاستغناء عنه، إضافة إلى ارتفاع أسعار اللاعبين البدلاء، كما أجبرت المستويات الفنية التي قدمها اللاعب الكاميروني موديست إمبامبي الإدارة والجهاز الفني على التمسك بخدماته. كل هذه القناعات دفعت المفاوض الاتحادي إلى البدء بالبحث عن مهاجم قادر على خدمة الفريق وتعويض البرازيلي ديغو دي سوزا، إذ تدرس الإدارة الاتحادية ملفات لمهاجمين عدة من البيرو والتشيلي، إضافة إلى أكثر من لاعب في الدوري المصري، فيما لم يتحدد مصير المغربي فوزي عبدالغني الذي يعاني من إصابة في الرباط الصليبي ربما تقود إلى رحيله في حال تكفل شخصيات اتحادية بلاعب بديل. مستقبل الاتحاد في الدور الثاني من منافسات دوري"زين"وقدرته على العودة إلى المنافسة دورياً، أو في الفرصة الأخيرة التي يمثلها كأس خادم الحرمين الشريفين، ستتحدد بشكل أكبر الأحد المقبل عندما يعقد أعضاء شرف الاتحاد جمعيتهم العمومية، التي وافقت الرئاسة العامة لرعاية الشباب على تحديدها والإشراف عليها لتنصيب رئيس لمجلس هيئة أعضاء الشرف وأعضاء المكتب التنفيذي وان كان الرئيس السابق للنادي الدكتور خالد المرزوقي أبرز الأسماء المرشحة لتولي المنصب، غير أن المحك الحقيقي يتمثل في قدرة الشرفيين على دعم ناديهم مالياً لتجاوز مرحلة العجز في خزانة النادي، وبالتالي تسديد الديون بخاصة العاجلة منها والمتعلقة بمستحقات اللاعبين المحليين والأجانب. وينتظر أنصار النادي نتائج الاجتماع وما سيسفر عنه من توصيات وحلول مبدية تخوفها من أن يلقى الاجتماع الشرفي الحالي مصير الاجتماعات السابقة التي أتسمت بغياب الداعمين الحقيقيين والشرفيين البارزين من دون الخروج بحل حقيقي للأزمة الاتحادية تنجح معه الادارة في التجاوب مع مطالب الجهاز الفني، إضافة إلى توفير الاستقرار للاعبين واستيفاء مستحقاتهم المالية المتأخرة. من جهة أخرى، يعمل المدير العام لكرة على وضع تصور نهائي لمكان إقامة معسكر الفريق الذي ينطلق الأسبوع المقبل بعد أن منح الجهازان الفني والإداري عناصر الفريق إجازة لخمسة أيام، وان كانت أكاديمية اسباير في قطر هي الخيار الأول لاستضافة المعسكر، تليها منطقة جبل علي في الإمارات، وشدد الجهازان الفني والإداري على حضور اللاعبين مع استئناف للتدريبات باستثناء اللاعبين المنضمين لصفوف المنتخب السعودي أسامه المولد وأحمد عسيري وسعود كريري وفهد المولد، في حين ينضم اللاعب أحمد الفريدي للتدريبات نهاية الأسبوع الجاري، بعد انتقاله من صفوف الهلال.