فتحت خسارة الوحدة القاسية من الشعلة بثلاثة أهداف في مقابل هدفين في الجولة الثانية والخسارة من هجر بهدفين من دون رد في الجولة الثالثة من دوري"زين"، الجراح مجدداً في معقل"فرسان مكة"، إذ عاد القلق والخوف إلى الأوساط الجماهيرية التي غاب تفاؤلها عن بداية الموسم، بعد فترة الإعداد غير المقنعة والأزمة المالية التي داهمت النادي خلال الأشهر الماضي، وعجز بسببها الوحدة عن إكمال تسجيل محترفيه الأجانب بفعل الشح المالي الذي تعانيه الخزانة، ليصبح الفريق السعودي الوحيد الذي يخوض المنافسات المحلية بمحترفين أجنبيين فقط من أصل أربعة تسمح بهم اللوائح. حاول رئيس نادي الوحدة علي داود أن يتدارك ما يمكن تداركه، لتسيير أمور الفريق الكروي بأقل المبالغ وإبعاد جماهير الفريق عن حقيقة الأزمة المالية الخانقة التي يمرُّ بها النادي، تجنباً للانتقاد وخوفاً من الهجوم المتواصل على من أتى به إلى قيادة الكيان المكي رئيس اللجنة العليا لتطوير النادي صالح كامل، الذي ظهر على الملأ في ليلة الصعود إلى دوري الممتاز، وأعلن عن تكفله بالتعاقد مع أربعة من المحترفين الأجانب المميزين من ذوي الكفاءة العالية، مؤكداً أن ذلك سيكون داعماً قوياً لفرسان مكة في دوري المحترفين، "الحياة"رصدت أبرز النقاط التي أثارت استياء الجماهير الوحداوية في الأسابيع الماضية: الإبقاء على عبدالصمد الثبات على المدرب المصري بشير عبدالصمد أصاب الجماهير الوحداوية بالصدمة في ظل عدم قدرة النادي أو داعميه على التعاقد مع مدرب كبير له سمعة في مجال التدريب، إذ لم يجد داود مفراً من تجديد عقد عبدالصمد، ليستمر مدرباً للفريق الكروي متحججاً بالبحث عن الاستقرار الفني الذي تتطلبه المرحلة الحالية، على رغم أن أداء الفرسان في الجولات الأخيرة من دوري الدرجة الأولى في العام الماضي لم يكن بالصورة المطلوبة، وأن التعاقد معه جاء بحثاً عن خدماته في مرحلة معينة وقصيرة مع نهاية منافسات دوري الدرجة الأولى، لكن مسيري النادي أرادوا الخروج من دائرة الأزمة المالية الشائكة بالتجديد مع عبدالصمد وإقفال الباب باكراً، حتى لا تتزايد حدة الانتقادات تجاه رئيس اللجنة العليا لتطوير النادي. محترفون دون الطموحات فاوضت إدارة الوحدة محترفين أجانب عدة في الاتجاهات كافة، وأوفدت المشرف العام على الكرة الوحداوية كريم المسفر ومدير الكرة محمد عمر إلى بعض الدول الأفريقية، لكنها لم تجد المحترفين الأجانب القادرين على قيادة الفريق في أرض الميدان بالمبالغ الزهيدة التي رصدتها للتعاقد معهم، فحرمت المادة الفرسان من صانع الألعاب الجزائري العمروسي والتونسي البرقاوي، والظهير البحريني عبدالله عمر الذي حضر إلى النادي، ولم يتفق مع الإدارة الوحداوية على مبلغ الانتقال بعد أن عرض الوحداويون 700 ألف ريال فقط، فيما طلب اللاعب 900 ألف ريال لتطير الصفقة، ويكتفي الفرسان باللاعب السوداني محمد البشير"البشة"، والمدافع المالي سيكو ديمبا اللذين لم يظهرا بالشكل المطلوب في مباريات الدوري. صفقات محلية غير مقنعة وفي الوقت الذي كانت تنتظر فيه الجماهير من إدارة ناديها جلب أفضل اللاعبين المحليين، وفتحت مواضيع بهذا الخصوص في منتديات النادي على الشبكة العنكبوتية، ورشحت أسماء عدة، تفاجأت أن إدارة النادي وقعت مع لاعبين مغمورين، إذ جلبت مدافع أحد مختار شنقيطي ولاعب الرياض سامي عبدالغني، ويبدو أن الأخير بات بعيداً عن الخيارات الفنية في الفترة المقبلة في ظل عدم اقتناع الجهاز الفني بقدراته. التفريط في المواهب فشل إدارة النادي في الإبقاء على الظهير الأيسر المميز إبراهيم الزبيدي، الذي ظهر بشكل لافت في الموسم الماضي، وكان من الأسباب القوية في صعود الفرسان، فجّر الغضب الجماهيري، خصوصاً بعد أن كانت المصادر الوحداوية أشارت إلى أن نقطة الخلاف بين الطرفين ارتكزت على فارق بسيط في العرض الماضي المقدم، إذ لم يتجاوز الفارق 200 ألف ريال بعد أن عرضت إدارة النادي 800 ألف ريال، وطلب اللاعب مليون ريال في الموسم الواحد على أن تكون مدة العقد ثلاث سنوات، وبالغت الإدارة في المفاوضات كثيراً لتُفاجأ برحيل اللاعب إلى نادي النصر الذي حقق مطالبه ومنحه مليون ريال في الموسم الواحد، ليخسر الفرسان موهبة كروية فذة تنبأ لها النقاد بمستقبل باهر، كما خسر الوحدة خدمات المهاجم سلمان الصبياني لصالح الاتحاد، وما زال وضع الحارس الأساسي وقائد الفريق عساف القرني معلقاً حتى الآن، نظراً لعدم حسم موضوع تجديد عقده على رغم من دخوله فترة الأشهر الستة الحرة، إذ أكدت المصادر أن إدارة النادي عرضت مليوني ريال في العام الواحد، في حين طالب عساف بثلاثة ملايين ريال في ظل أنباء تواترت عن قرب رحيل القرني لأحد الأندية الكبيرة، بحسب ما أكّده الحارس الوحداوي الذي قال أخيراً إنه تلقى عرضاً مغرياً من دون التلميح باسم النادي. تسريح عناصر الخبرة برز اسم لاعب الفتح الحالي أحمد الموسى كأحد أهم العناصر في الفريق الشرقي، وهو اللاعب ذاته الذي كانت إدارة الوحدة قد استغنت عن خدماته نهاية الموسم الماضي بعد أن منحته مخالصة مالية، أنهت مشواره مع النادي ليستقر أخيراً، وتؤكد الأنباء المتواترة اليوم أن الخلاف الذي نشب بين اللاعب ومدرب الوحدة المصري بشير عبدالصمد، الذي لم يكن يرغب في وجوده فقاده إلى الرحيل، ليطلب من إدارة ناديه إنهاء العلاقة عبر مخالصة مالية تعطه حرية الانتقال إلى نادٍ آخر، كما قدمت إدارة الوحدة ورقة المخالصة لعناصر الخبرة خالد الحازمي وماجد بلال وطلال الخيبري، وأبقت على سليمان أميدو وماجد الهزاني بسبب المبالغ الكبيرة، التي يطالبان بها النادي من خلال عقديهما الاحترافيين.