عنوان ليس كأي عنوان يمر علينا حينما تلمح أعيننا هذا عند زيارتنا لمحافظة الغاط. فهناك يعود الزمان بنا إلى عشرات بل مئات السنين، يعود بنا إلى حياة آبائنا وأجدادنا. فيبدأ الفلم السينمائي باللون الأبيض والأسود في مخيلتنا عن الماضي وبساطته عندما نسير بجانب الجدران الطينية والأبواب الخشبية والهدوء الذي يعم في أرجاء القرية الصغيرة بحجمها، التي تعني لنا الكثير من ذكريات الماضي الجميل لمن قد عاشوا تحت أسقف مكونة من الطين والخشب وعسيب النخل، لمن عاشوا بلا كهرباء بأجواء نقية تحت ضوء القمر وتحت حرارة ولهيب الشمس. لم يكن في هذه البيوت إلا نوافذ تفتح في النهار لكي تضيء لهم وفي الليل لكي ينعمون بالهواء النقي. وعند دخولنا لهذه البيوت في الصيف نجدها باردة من الداخل وفي الشتاء دافئة، وذلك بسبب الجدران الطينية التي تناسب جميع الفصول. وما يثير دهشة الزائر وخاصة من الأجيال التي لم تعش في هذه البيوت الأدوات التي كانت تستخدم مثل"الجصة"، وهي مكان لحفظ التمر والتنور الذي يخبز فيه أطيب الخبز، والرحى التي تطحن بها الحبوب والزير الذي يشرب منه الماء...إلخ وعند زيارة المساجد في هذه القرية تجد أنها بلا مكبرات للصوت، وكان المؤذن يصعد إلى المئذنة ويرفع الأذان منها. وهناك السوق الذي ترى فيه النجار والخراز والمزارع والتاجر والحداد والخباز والراعي...إلخ فكيف كانوا يعيشون؟ إنهم يعيشون عالمهم البسيط بصفاء القلوب والنية الحسنة والأخوة بينهم. وكل ما تحدثت عنه تجده الآن في القرية التراثية بالغاط، فهيئة السياحة قامت مشكورة بإعادة بنائها وأحيائها لتحافظ على التراث السعودي. ففي كل خميس تجذب هذه القرية التراثية بمحافظة الغاط السياح من جميع أرجاء المملكة، ومن خارجها للاطلاع على التراث السعودي من خلال بعض المعارض والمتاحف وعرض بعض القطع الأثرية القديمة التي يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل الإسلام. وفي هذه القرية معرض الفنون التشكيلية الذي يعرض بعض اللوحات الجميلة عن القرية والرسومات التي تجبر الزائر على الوقوف للتأمل في إبداع المشاركين في هذا المعرض. وقصر الإمارة الذي لا أستطيع أن أصف ما بداخله، وذلك للإبداع العمراني الذي يتصف به والمحتويات التي بداخل هذا القصر. وهناك مشاركات في سوق القرية من بعض عشاق التراث ومشاركات لإحياء العرضة وبعض الألعاب. أختتم بدعوتكم لزيارة مهرجان هلا بك بالديرة كل خميس عبدالعزيز سعود العريفج