بصيرتك ... ترى خيراً من أبصارنا

هل أنت مطرق في سجل الغيب؟ أو تستفتي ماضيك لعله يجلي لك بعض ما عشيت عنه أعيننا.
بصيرتك التي تقشعت عنها الحجب وانكشف عنها الغطاء ترى خيراً من أبصارنا.
تنظر في عمرك المشرق بشوق العاشق وتتوجس من آتينا المظلم بخوف المارق. عصاك التي ألقيتها واستنمت بمنكبيك إلى مستندك يستجديها عقوقنا وغرورنا الآبق، فألقها عنك لأنا أحق بها.
دروب وجهك المنقوشة بالوقار تزري بأخاديد قلوبنا المحفورة بأنانيتنا الكريهة.
وحزنك المغلف بالرضا أربط جأشاً من ضحكاتنا التي يغتالها سخطنا كل حين.
ارم عكازك على الأرض ودعها تتدحرج بعيداً على الصعيد الأبهق. فعما قليل أنت من طيور عدن، ولا تلتفت إليه وراءك فسيلتقطه أحدنا عما قريب.
اسبح في الملكوت البهيج واهرب بتسابيحك وصلاتك من هدير مكائننا وصفاقة رقصنا المنتشي، وعانق بروحك غناء الوجود الأبدي. دعنا لظلل السقوف الواطئة والوجبات المسرطنة وحدث نفسك بظلال العرش والمن والسلوى.