قالت مصادر مطلعة لرويترز إن إيران تضغط على بنك "اتش.اس.بي.سي" لإجراء معاملات تتعلق بتجارة السلع الإنسانية جمدها أكبر بنك في أوروبا بسبب مخاوف من انتهاكات محتملة للعقوبات الدولية. ويرجع موقف "اتش.اس.بي.سي" وبعض البنوك الأخرى إلى تدقيق أكثر صرامة في التعاملات المالية التي تجرى مع دول من بينها إيران رغم تخفيف بعض العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية بعد توصلها لاتفاق مؤقت مع القوى العالمية في تشرين الثاني (نوفمبر) قلصت بموجبه من برنامجها النووي المثير للجدل. ولم يتم أبدا منع إيران من شراء أغذية أو غيرها من السلع الإنسانية بموجب العقوبات التي فرضت أول مرة في العام 2006 بسبب أنشطة طهران النووية. غير أن الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة زادت من صعوبة التجارة عموما خلال العامين الأخيرين بعرقلة المدفوعات والشحن. وقال مصدر مصرفي طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية المسألة "يشعر اتش.اس.بي.سي بقلق متزايد من انتهاك أي عقوبات سهوا شأنه في ذلك شأن بنوك أخرى. هذا أمر لا يستحق المخاطرة خصوصا في ظل هذا المناخ." وقالت مصادر تجارية أوروبية وأميركية طلبت عدم ذكر أسمائها نظرا لحساسية التعامل مع إيران إن "اتش.اس.بي.سي" جمد في الأشهر الأخيرة بعض المعاملات الخاصة بسلع مسموح بها. وقال مصدر تجاري أوروبي "على حد علمي أنهم جمدوا مدفوعات داخلة إلى إيران وخارجة منها." وقال "اتش.اس.بي.سي" إنه يواصل دراسة المدفوعات الخاصة بالمعاملات الإنسانية المتعلقة بدول خاضعة لعقوبات "حالة بحالة" لضمان تماشيها مع المتطلبات التنظيمية المعمول بها واتساقها مع سياسة البنك. وذكر مصدر تجاري في الولاياتالمتحدة "يبدو أن "اتش.اس.بي.سي" أوقف إجراء المعاملات المالية المتعلقة بالتجارة الإنسانية المسموح بها" مضيفا أن ذلك قد يكون له تداعيات أوسع نطاقا. وقال ثلاثة مسؤولين من الحكومة الإيرانية إن "اتش.اس.بي.سي" أوقف إجراء المعاملات المالية وإن طهران تحاول حل المسألة. وقال أحد المسؤولين "نجري محادثات لحل المشكلة."