تجتمع عوامل متنوعة لتكسب شواطئ منطقة جازان ثروة بحرية فريدة من نوعها، إذ تعيش حيوانات بحرية نادرة وشعب مرجانية قلما توجد في مناطق أخرى، وتتكون شواطئ البحر الأحمر المحيطة بالمنطقة من تشكيلات ساعدت في تنوع الحيوانات البحرية والأسماك، وهجرة بعض المخلوقات البحرية في مواسم مختلفة، وكذلك وجود مواسم التكاثر مثل موسم"الكنة"، وأيضاً تجاوب المسؤولين مع مطالبات الصيادين التي أسهمت في الحفاظ على البيئة البحرية. وذكر محمد الحربي أحد صيادي السمك أن الشعب المرجانية المخصصة لوضع بيض الأسماك ساعدت في هجرة أنواع كثيرة منها إلى جزر وشواطئ جازان، التي شكلت بيئة جيدة لتكاثرها لوجود عوامل بيئية ملائمة لنمو إنتاجها، ما أثرى التنوع السمكي وتكاثر الأسماك في وقت قصير، لافتاً إلى أن صيادي المنطقة يعرفون مواقع تكاثر أنواع الأسماك مثل سمك الكنعد والهامور والناجل والشعور والبياض والعقام والعربي الربيان والاستاكوزا والدرب والخرم والصهب، إضافة إلى الحريد الذي يأتي إلى شواطئ جزيرة فرسان مرة واحدة في السنة. وأشار أحد كبار صيادي السمك في جازان أحمد شحار إلى أن سمك الكنعد يوجد في منطقة جازان طوال السنة، خصوصاً في فصل يسمى بالكنة، إذ تتوافر أنواع من الأسماك بكميات كبيرة، الذي تتكاثر الحيوانات البحرية فيه، وتتخذ من أكثر من موقع في شواطئ جازان مقراً لوضع البيض، لافتاً إلى أن الكنعد يتربع على قائمة المأكولات البحرية الجازانية، إذ إن الطلب عليه بكثرة، خصوصاً ما يتم اصطياده عن طريق الصنارة ويصل من البحر طازجاً، وأن صيادي السمك يتنقلون ما بين منطقة معينة إلى أخرى، لصيد الأنواع التي يرغبون في صيدها لمعرفتهم بمواقع تكاثر أنواعها. وأوضح رئيس أصدقاء البيئة البحرية في منطقة جازان زارع محمد أنه في هذا الموسم لوحظ وجود وفرة في إنتاج الأسماك، وأن صوت كثير من الصيادين المتذمرين من الجرارات البحرية التي دمرت كثيراً من الحيوانات البحرية وصل إلى مسؤولي الثروة السمكية، وأنه بفضل تجاوبهم بدأت المخلوقات البحرية تنتعش من جديد. في حين أشار مصدر في مركز أبحاث الثروة السمكية أنه لو تم تعاون بعض أصحاب الجرارات والصيد الجائر والعشوائي سيسهم في عملية إنتاج جيدة ووفيرة للأسماك والمخلوقات البحرية في المنطقة لأن الأسماك حين تضع بيضها فإن الصيد العشوائي والجائر يقتل كثيراً منها. وعن موسم"الكنة"التي تتوافر فيه أسماك الكنعد، أوضح أن هذا فصل يكون فيه التكاثر والتزاوج ووضع البيض لكثير من الحيوانات ومنها الأسماك، فتهاجر أسماك الكنعد إلى بعض المواقع في منطقة جازان لتضع بيضها، ولهذا فإن هذا الوقت يكون فيه الصيد وافر، لافتاً إلى أن هناك دراسات بيولوجية متواصلة لحماية الأسماك وتنظيم عمليات الصيد وعند اكتمال دراسات بيولوجية لحضر الصيد فسيتم تطبيقه فوراً.