هل يستطيع الإنسان أن يخون نفسه؟! لا أصدق أن يفعل ذلك، عواقب الخيانة وخيمة وقذرة! لذا أرفض الفساد بكل أشكاله وأكرهه. وفي المقابل وبشدة أرفض تصوير كل شيء بالفاسد والفساد. يا أخي صرت أشتهي كلمة شكر أو مديح أو تشجيع، أو قل لي حاجة أي حاجة حلوة، احك لي عن قصة نجاح عن الأمانة عن التقدم والازدهار، أخبرني عما أنجز من أعمال، أبحث معي عن صورة جميلة غير صور القبح التي يتسابقون على نشرها، عن حكاية حلوة غير الفضائح، يا ساتر. أتريدني أن أقتنع أن لا شيء من حولي جميل؟! هذا اغتيال بطيء لوجودي الذي أطمح وأطمع بالقليل من الاستمتاع به. لماذا تحرمني؟ هذا سلب لكل الطاقات الإيجابية وزرع كل الوساوس التي باتت تنمو كالطحالب في رأسي، وفي كل إنجاز يطلع لي كابوس الفساد. أريد أن أحلم وأن أحقق أحلامي وبأن أقتنع غصباً أن هذه الدنيا وردية على رغم الشوك، ودعنا نقول إن الفساد هو الشوك، لكن تبقى الوردة. اسق زهورك إذنْ لا الطحالب، حرام أن نسيء إلى أنفسنا وحرام أن نخرب بيوت الكثيرين لسبق أعلامي أو رغبة في إثارة ومزيد من القراء والمشاهدين، يا أخي صار العالم يتفرج علينا، وانس الفرجة، ما هم العالم، بالنهاية الهم همي والغم غمي، نحن لم نعد سعداء بأي شيء وقد غاب الرضا عنا، لأننا في النتيجة النهائية أكرر: لا يجوز أن نسيء إلى أنفسنا إلى هذا الحد. هناك مسؤولية أخلاقية ومهنية واجتماعية، لا شائعات نتبعها ومقالات نصدقها، علماً أن بعضها صحيح ويجب توخي الحذر وضبط المخالفات والعقوبات والرقابة الشديدة والشدة والحزم، وكلها مجتمعة مطلوب منا أداء واجبها، لكن يجل على الجميع كل من موقع مسؤوليته أن يغربل بين ما يساعد على نشر الوعي لمكافحة الفساد وما يسرع في نشر الغسيل وزعزعة ثقة الناس في كل ما يدور حولهم. ضرب المؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد خبط عشواء ضرب للجميع ما دام الضرب عن أبو جنب، فمتى سنضع النقاط على الحروف؟ ومتى سنفرق ما بين الطالح والصالح؟ متى ما ميزنا سندرك طريقنا الصحيح لحماية المصلحة العامة لكل فرد يريد أن يعيش حياته من دون هذا السخط اليومي، وهذه الشكوك والوساوس الليلية. الدنيا"لسه"بخيرها أو نشوف غيرها، طب ما فيه غيرها، إذنْ خلينا نشوف خيرها، ما هو الخير يولد خير، ولا أنت شايف غير؟ [email protected]