على رغم هدوئه الغريب وملامحه الباردة إلا أن الجماهير وبعد أربعة أعوام مع ثلاثة أندية سعودية مختلفة باتت تدرك تماماً أن هذا اللاعب قادر على الانفجار في أي جزء من أجزاء المباراة من دون سابق إنذار، فالمحترف البرازيلي في صفوف النادي الأهلي مارسيلو كماتشو يجيد تحويل أصغر الفرص إلى أهداف محققة. صنع خمسة أهداف هذا الموسم وسجل ضعفها، ولا يزال في جعبته المزيد على الأقل على حد وصفه في حديثه إلى"الحياة"، إذ بدا واثقاً من نفسه ومن قدرة فريقه على حصد كل الألقاب، واصفاً فريقه بالأفضل هذا العام. إلى تفاصيل الحوار... بداية كيف وجدت الأهلي؟ - الأهلي فريق كبير يجبرك على تقديم كل ما لديك، وأنا سعيد باللعب لهذا الفريق، وأتمنى أن أنجح في تقديم كل ما أملك لخدمة النادي وزملائي اللاعبين داخل الملعب. بالمقارنة بين تجاربك الثلاث في السعودية بدءاً من الهلال ومروراً بالشباب واليوم في الأهلي والحياة في الرياضوجدة ماذا تغيّر؟ - هي المرة الأولى التي ألعب فيها في جدة وهي تختلف عن الرياض، بداية من الجو فالأجواء باردة جداً في الرياض هذه الأيام وهي ليست كذلك في جدة، وفي الصيف الرطوبة عالية جداً هنا، وبشكل عام أحببت المدينتين، لكن لا يمكنني الحديث عن الفروقات بين الأندية الثلاثة التي مثلتها، فجميعها أندية كبيرة تنافس على الألقاب، ربما يتمثل الفارق الوحيد في الدعم الجماهيري الذي وجدته أكبر في الأهلي والهلال عنه في الشباب. مع انتقالك من الشباب للأهلي ترددت أنباء عن إصابتك وأنك لم تعد قادراً على العطاء، لكنك اليوم تحضر بشكل مميز مع فريقك، فهل تعتبر هذا رداً على ما تردد؟ - سمعت بتلك الأخبار حالي كحال الجماهير لكن لا أعرف سببها أو مصدرها، ولم ألق لها بالاً، انتقلت للأهلي وقدمت كل ما لدي علماً بأني ومنذ اليوم الأول من التوقيع تحدثت مع رئيس النادي الأمير فهد بن خالد وأكدت له أني لست مصاباً وهو ما بدا واضحاً اليوم. تقف خلف معظم هجمات فريقك، سجلت عشرة أهداف وصنعت خمسة أخرى، ماذا اختلف هذا الموسم وأسهم في تقديمك هذه العطاءات؟ - لا أدري لكن لا أعتقد بأني وكصانع لعب قدمت المزيد، فهذا مستواي، كل ما حدث أننا في الأهلي نملك مهاجمين جيدين مثل فيكتور سيموس وعماد الحوسني، وهما قادران على تسجيل الأهداف من أصعب الفرص، وهذه النقطة تساعدني أكثر في الظهور في دور صانع اللعب، لأن غالبية كراتي تترجم لأهداف، لكنني فعلت الشيء ذاته تقريباً مع الهلال والشباب وكنت حاضراً بشكل إيجابي. الحديث اليوم عن أن الرياضة السعودية تعاني من ضعف أداء المهاجمين يظهر ذلك واضحاً من خلال حرص الأندية على التعاقد مع محترفين أجانب في هذه الخانة تحديداً كصانع لعب لثلاثة أندية سعودية، هل لاحظت ذلك؟ - الكرة السعودية تملك مهاجمين جيدين، لكنها طبيعة جماهير كرة القدم حول العالم إذ تبحث دائماً عن المهاجم وعن تسجيل الأهداف، لذا تسعى كل الأندية إلى إرضاء الجماهير بالبحث عن مهاجمين مميزين. أفهم من كلامك أن المهاجمين فقط هم من يحظون بالتقدير؟ - بالطبع لا، فالمهاجمون يتحملون أعباء أخرى أيضاً، فالكل ينتظر منهم التسجيل، ليس مطلوباً مني التسجيل دائماً كصانع، لكن المهاجم بلا أهداف يتحمل ضغوطاً كبيرة، فلكل خانة في الملعب مميزاتها وعيوبها. سجلت اسمك واحداً من أبرز المحترفين في الدوري السعودي وفي المقابل انتقلت إلى قطر ولم تنجح هناك ما الأسباب؟ - أستغرب ممن يقولون إنني لم أقدم شيئاً في قطر، أنا ذهبت إلى مكان جديد، مكان لا أعرفه، لم أسمع عن كرة القدم هناك ولا عن الفريق، كل شيء كان جديداً بالنسبة إليّ هناك، وبعد وصولي إلى قطر احتجت لشهرين قبل أن أنجح في التأقلم والتعود على الأجواء الجديدة. لكنني بعد ذلك لعبت وقدمت أداء جيداً، لكن فريقي كان ضعيفاً، وليس بمقدور لاعب أجنبي واحد أن يتحمل أعباء فريق كامل، ومن الطبيعي أن تنسى الجماهير أداءك الجيد عندما يخسر فريقك وكأنك لم تقدم شيئاً، هذا كل ما حدث. في الأهلي هذا العام ما هي طموحاتك وما هي توقعاتك بالنسبة للدوري؟ هل ستجدون الطريق سهلاً لتحقيق اللقب بحكم تدني مستوى الفرق هذا العام؟ - في البداية لا يمكننا القول بأن الدوري سهل، الفرق السعودية جيدة ومستوى الدوري بشكل عام قوي، كل ما حدث هو أننا قدمنا أداء جيداً وتفوقنا على الجميع حتى اليوم لكن أبواب المنافسة لا تزال مفتوحة، فالفارق بيننا وبين الشباب نقطة واحدة، وهذا يعني أننا لو تخاذلنا فسنخسر الصدارة بسهولة، لذا سنتعامل مع كل مباراة على أنها نهائية وسنسعى للفوز دائماً، ويقيني بأن الجماهير العريضة التي تقف خلفنا لن تسمح لنا أبداً بالخسارة، وهو ما يجبرنا على تقديم كل ما يمكن تقديمه في كل مباراة تجربتك طويلة في الكرة السعودية، هل لا تزال لديك الرغبة للعب أعواماً إضافية هنا؟ - أريد الاستمرار أطول فترة ممكنة، وسأستمر في لعب كرة القدم ما دمت قادراً على ذلك، لكن بالطبع سأتوقف متى ما شعرت بأني لم أعد قادراً على العطاء، لا أريد أن أعيش مرحلة في حياتي الرياضية تطالب من خلالها الجماهير برحيلي بحكم أني لم أعد قادراً على تقديم المطلوب مني، لكن وحتى اليوم لا أزال صغيراً في العمر وقادراً على تقديم المزيد، تبقت في عقدي مع الأهلي ستة أشهر سأقدم خلالها كل ما لديّ، وحين ينتهي عقدي سأبدأ بالتفكير في المرحلة المقبلة، أنا لا أشغل بالي بهذه الأمور قبل حدوثها. الكرة تكون غالباً قريبة منك داخل الملعب وتمريراتك قد تأتي أحياناً أقل خطورة من غيرك فلا تحاول دائماً لعب كل الكرات للمهاجمين بينما يأتي صناع لعب آخرون بطريقة أداء مختلفة ما الفرق ولِمَ اخترت هذا الأسلوب؟ - كل لاعب يمتلك طريقته الخاصة وفكره الخاص، قناعتي بأن دوري كصانع لعب لا يقتصر على خدمة المهاجمين فقط، بل عليّ أيضاً كلاعب وسط أن أكون متابعاً لأداء كل زملائي داخل الملعب والتجاوب مع رتم الفريق فأقلل من سرعة اللعب أو أرفعها بحسب أداء الفريق، دور صانع اللعب الحقيقي هو التحكم بالرتم والمباراة بشكل عام، أحياناً يجب أن أهاجم وأقترب من مرمى الخصم، وفي أحيان أخرى يجب التفكير في الجوانب الدفاعية، والتوازن في هذا الدور والتعاطي مع مجريات المباراة مهم جداً، وأنا أملك القدرة على التعاطي مع مجريات المباريات، وهذه ميزة مهمة في أي لاعب وسط. هل ترى أن هذه الميزة غائبة عن اللاعب السعودي بمعنى أننا بحاجة للاعبي وسط أكثر خبرة وتوازناً؟ - لا يمكنني الحديث عن هذه النقطة بإسهاب، ففي النهاية أنا لست خبيراً كروياً، لكني لا أرى الكثير من اللاعبين السعوديين الذين يلعبون بالطريقة ذاتها التي ألعب بها، أنا ومحمد الشلهوب ربما نشترك في طريقة اللعب نفسها تقريباً، لكن الكرة السعودية تملك الكثير من اللاعبين المميزين في خط الوسط، يعجبني لاعب الاتفاق يحيى الشهري فأداؤه مميز جداً وغيره كثير، لكننا نختلف في الأسلوب فقط. يملك الأهلي قاعدة جماهيرية كبيرة تحضر دائماً خلف الفريق وطبيعي أن تغضب من أي هزيمة.. ألا تشكل هذه الجماهيرية ضغطاً عليك كلاعب؟ ألم يكن الوضع أسهل في الشباب؟ - لا طبعاً، الصعوبة تكمن في غياب الجماهير، كرة القدم بلا معنى من دون الجماهير، متى دخلت الملعب ووجدته خالياً من الجماهير ستجد نفسك عاجزاً عن الظهور بمستواك الحقيقي، اللاعبون يعشقون النجومية وهوس الجماهير بهم، إنها حقيقتنا حتى وإن أخفينا ذلك. برأيك لماذا تغيب العروض الأوروبية عن اللاعبين الذين ينتقلون للعب في الدوري السعودي.. كما تغيبون أنتم كبرازيليين عن عيني مدرب منتخب بلادكم؟ - على رغم أن الدوري السعودي صعب إلا أن كثيراً من المراقبين يملكون قناعة مسبقة بأن المنافسات هنا سهلة ولا يمكن الحكم على اللاعبين لذا لا نجد من يهتم، وأنا أعرف ذلك حتى قبل حضوري، وسبق أن قلت لكم في"الحياة"قبل أكثر من عامين جواباً عن سؤال حول فرصة نيفيز في العودة لتمثيل المنتخب بأنه وإن حضر هنا واحترف في الهلال فلن يحظى باهتمام المدرب، وهي الحقيقة التي يعرفها اللاعبون البرازليون كافة. على ذكر نيفيز.. نلاحظ في هذه الفترة أن اللاعبين البرازليين اليوم لم يعودوا قادرين على التأقلم خارج البرازيل.. التجارب كثيرة نيفيز كان أحد هذه التجارب وقبله روبينهو ورونالدينو وغيرهم لماذا برأيك بدأت تنتشر هذه الظاهرة؟ - التعميم في ما تقول غير منطقي، نعم بعض اللاعبين يجدون صعوبة في التأقلم، لكننا نملك عدداً كبيراً من اللاعبين في البرازيل ومعظمهم يلعبون خارج البلاد وتجربتهم جيدة لكن لكل قاعدة شواذ، ومن الصعب أن تتخيل عدد اللاعبين البرازليين حول العالم، ففي كل عائلة برازيلية خمسة من أصل ستة أبناء يحترفون كرة القدم.