شاب عشق كرة القدم امتداداً لما زرعه والده فيه من حب لهذه الرياضة منذ الطفولة، فقد نشأ في بيت عاشق للرياضة، خصوصاً كرة القدم، فكان والده رحمه الله رئيساً لنادي الهلال في فترة من الزمن. كبر هذا العشق معه إلى أن أصبح يمارس كرة القدم مع أقرانه في الاحياء الحواري فكون فريقاً، وقام برعايته، وفي احد الأيام ذهب مع فريقه للعب مباراة أمام احد فرق نادي الرياض في مباراة تجريبية، وهنا بدأ حلم هذا الشاب! ذهب به الخيال إلى أن يبني فريقاً جديداً لنادي الرياض، وأن يبدأ رحلة التحدي، وكان منذ اليوم الأول يطمح إلى تحقيق البطولات والفوز على الفرق الكبيرة في الدوري آنذاك، قال لي رحمه الله:"في ذلك الوقت سخروا مني وكنت وقتها مقتنعاً تماماً بما يملكه إخواني اللاعبين، وزدت إصراراً لأسابقهم إلى منصات التتويج". فعلاً هذا هو ما حدث، إذ حقق هذا الشاب حلمه بعد أن عمل وضحى بكل شيء لأجل هذا النادي العريق، وحقق لنادي الرياض بطولة كأس ولي العهد ووصل إلى نهائيات عدة، ومثّل هو وزملاؤه المملكة في البطولات الخارجية خير تمثيل. كما انه حوّل النادي إلى حديقة فرح، فزرع التفاؤل فيه، وفي أنصاره الذين كانوا يباهون الناس بناديهم ورئيسه الذهبي، وهذا كله جاء بتوفيق الله ثم بجهد وتضحية هذا الشاب. زادت خبرات الشاب في الحياة، ومضت سنينه، وتحول إلى رجل حقيقي بمعنى الكلمة، فما قدمه من تضحيات وجهد وعمل لصالح مجتمعه من خلال الرياضة وتحديداً كرة القدم يؤكد هذا المعنى، إضافة إلى أعمال الخير التي سمعت عنها بنفسي من خلال اللاعبين القدامى، أو مشجعي نادي الرياض الذين عاصروه. ترك كرسي الرئاسة في الوقت الذي تكالبت عليه الظروف بسبب الأوضاع المادية المتردية في نادي الرياض، فما كان منه إلا أن اخذ يبحث عن شخص آخر يكمل ما بدأه، وفعلاً ابتعد عن الإدارة، ولكنه بقي الابن البار لهذا النادي في كل وقت. بالأمس وصلني خبر وفاته، فحزنت عليه كثيراً، على رغم انني لم أشاهده إلا مرات معدودة، ولكن كأحد محبي نادي الرياض كان خبر وفاته فاجعة لي، فقد خسر الرياض فارسه الأول، وجداره المنيع، خسرنا أخانا الأكبر، فبكى نادي الرياض.. هذه بعض من ما تحفظه الذاكرة عن الراحل... شيء من حلم اتبع بعمل وجد ومثابرة وكرم وجدناها ولمسناها في رمز نادي الرياض، الأمير فيصل بن عبدالله بن ناصر. أحسن الله عزاءكم إخواني الرياضيين كافة. * رئيس نادي الرياض الأسبق [email protected]