شكّل ملتقى ومعرض"ألوان السعودية"فرصة للمهتمين بالتصوير الضوئي، للتعرّف على أبرز أعمال المصوّرين السعوديين وغير السعوديين، والاطلاع على جديد التقنيات المستخدمة في فن التصوير الضوئي، والمشاركة في ورش العمل المصاحبة للملتقى، التي قدّمها عدد من الاختصاصيين في هذا المجال، إذ أسهم هذا التنوّع في استقطاب عدد كبير من الزوار خلال اليومين الماضيين. واستثمرت بعض المجموعات التصويرية إقامة هذا الملتقى للتعريف بأنشطتها وفعالياتها، مثل مجموعة"عين رأت"التي أعلنت إقامتها لعدد من الدورات التدريبية، والمحاضرات المتخصصة في التصوير الضوئي، من خلال مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين في التصوير، وإعطاء الزوار المهتمين فرصة المشاركة في المعارض السنوية التي تقيمها المجموعة داخل المملكة وخارجها، وتتناول عدداً من مجالات التصوير المختلفة، فيما كشفت المجموعة عن إقامتها لدورات تدريبية قصيرة في جناحها اليوم وغداً، وتقدّمها المصوّرة هلا المفيريج. وفي الوقت الذي كانت تهتم فيه مجموعة"عكس"الضوئية بإقامة المعارض المحلية والخارجية، لتنشيط الحركة الضوئية، جاء حضورها في ملتقى"ألوان السعودية"مختلفاً عمّا اعتادت عليه، إذ حوّلت المجموعة جناحها داخل المعرض إلى متجر ضوئي، تُباع فيه صور الأعضاء للأفراد أو للمؤسسات التجارية الراغبة بالصور الفوتوغرافية، وشكّلت هذه الخطوة من المجموعة عامل جذب للزوار الذين أبدوا اهتمامهم بالصوّر، التي التقطتها عدسات أعضاء المجموعة، مثل محمد السويّح وإبراهيم الرحيمي والعنود عبدالرحمن ويوسف الجبري ومحمد البرغش. فيما استعرضت مجموعات أخرى، عدداً من آليات التصوير ومعداته القديمة والحديثة، إذ قدّمت آلات التصوير التي كانت تستخدم من المصورين سابقاً، في مقابل الوسائل الحديثة التي تم التوصّل إليها مع التطوّر التقني والإلكتروني. وجاء جناح"صلتي"مختلفاً بفكرته عن غيره من الأجنحة، لكونه يمثّل مشروعاً توعوياً وفوتوغرافياً، يهدف إلى غرس المحافظة على الصلوات، إذ يتضمن الجناح عدداً من الصور التي تعكس روحانية الصلوات الخمس، المجسدة في إيماءات المصلين وجماليات الزوايا والبناء المعماري للمساجد، فيما يجد القائم على المشروع المصوّر منصور الوشمي، أن من الضروري توظيف موهبة التصوير الضوئي لخدمة غرض نبيل وركن ديني، وذلك بأسلوب دعوي غير ربحي. ولدمج الصور مع قصصها، خصّص القائمون على الملتقى جناحاً خاصاً تُعرض فيه عدد من صور الراوية إبراهيم الرديعان، التي تعكس تراث المملكة، وتنقل واقع المدن والمحافظات قبل أعوام طويلة، وفي الوقت ذاته يتيح الجناح إمكان الاستماع إلى عدد من الروايات والقصائد القديمة من الراوية إبراهيم الرديعان الموجود يومياً في الجناح. وعلى رغم أن ملتقى ألوان السعودية يهتم بفن التصوير الضوئي، الذي يبرز فيه الاهتمام لدى فئة الشباب، إلا أن الحضور لم يقتصر على هذه الفئة وحدها، وإنما امتد ليطاول حتى فئة كبار السن، الذين سجّلوا حضورهم في الملتقى وأبدوا اهتمامهم بالتصوير الضوئي.