من المنعطف المعقد جاء مرور الأهلي بأناقة، ليتخطى غريمه الاتحاد في دوري الأربعة"القاري"، ويخطف بطاقة التأهل إلى نهائي دوري أبطال آسيا، في ليلة أمطرت سماؤها غيثاً"أخضر"أغرق الاتحاد وأقصاه عن طريق المنافسة، ووشح لاعبو"القلعة"رداء الصعود إلى المسرح الختامي، وعبر من طبع بصمته على الميدان - معتز الموسى وفيكتور سيموس - اللذان سجلا أهداف المباراة. الأهلي بذلك سيلاقي فريق أولسان الكوري في كوريا الجنوبية، في العاشر من شهر تشرين الثاني نوفمبر الجاري.صادق لاعبو الفريقين على توقعات المتابعين للحدث"السعودي - الآسيوي"عندما بدأوا مباراة أمس بإثارة وندية كبيرتين، متسماً أداؤهم بالرتم الفني السريع، من دون تحفظ أو مبالغة في الجانب الدفاعي، وظهرت رغبتهما في تحقيق الفوز وتسجيل هدف باكر، إذ حرص الفريقان على التنويع في أسلوب هجماتهما، بخاصة من الفريق الأهلاوي الذي كان أكثر خطورة على مرمى منافسه، في الوقت الذي سعى فيه مدافعو الاتحاد لإغلاق المنافذ المؤدية إلى مرماهم، مع فرض الرقابة اللصيقة على مفاتيح الفوز في الفريق الأهلاوي عماد الحوسني وفيكتور سيموس وتيسير الجاسم. ومع ذلك تمكّن الأهلاويون من الوصول إلى مرمى منافسهم، على رغم أن التهديد الأول كان من الجانب الاتحادي من رأسية نايف هزازي إثر تمريرة محمد نور من الجهة اليمنى 6، شعر معها أصحاب الأرض بخطورة الموقف، ووقف القائم الاتحادي أمام هدف أهلاوي بعدما سدد فيكتور سيموس كرة من داخل منطقة الجزاء 7، وتفوّق الأهلي ميدانياً، وتوالت فرصه السانحة، وأضاع عقيل بلغيث فرصة هدف أهلاوي بعد أن وصلته كرة على خط الستة وطوّح بها عالياً 12، واستحوذ الفريق الأهلاوي على الكرة في منتصف الميدان، وصوّب عماد الحوسني كرة من خارج المنطقة وصلت سهلة بين يدي الحارس الاتحادي مبروك زايد 17. وتحسّن أداء الاتحاد مع الدقيقة ال20، إذ بدأ في تقاسم السيطرة مع نظيره، وشكلت محاولات فهد المولد خطورة على الدفاعات الأهلاوية، وسنح للفريق الاتحادي خطأ ثابت من خارج الجزائية سددها أسامة المولد لتخرج إلى ركلة ركنية لم تسفر عنها خطورة 27، وقاد فهد المولد هجمة مرتدة سريعة بعد أن ركز الاتحاديون على انطلاقاته في محاولة لخطف هدف في ظل التقدم الأهلاوي، غير أن فرصة المولد لم يكتب لها النجاح 31، وأنقذ الحارس الاتحادي هدف السبق للأهلي من رأسية لمعتز الموسى أخرجها الأول ببراعة إلى ركلة زاوية 33. وأهدر معتز الموسى بعدها بدقيقة فرصة هدف أهلاوي آخر بعد تدخل مشترك من مبروك زايد وحمد المنتشري، ليعود الاتحاد إلى السيطرة، ونجحت تحركات محمد نور وفهد المولد وأنس الشربيني في تنظيم خط المنتصف، لكن لم تدم الأفضلية الاتحادية أكثر من خمس دقائق ليقود موراليس الدفة للأهلي، وطغى عدم التركيز على التمرير بين لاعبيه، حتى جاءت رأسية معتز الموسى الذي ركّز عليه كثيراً مدربه غاروليم للانطلاق من الخلف، ونجح الأهلي في تسجيل هدف إثر رأسية لمعتز الموسى بعد أن نفّذ تيسير الجاسم ركلة زاوية لم يُحسن معها لاعب الاتحاد موديست إمبامبي تغطية الموسى لتسكن الكرة في المرمى الاتحادي 44. وأعاد الهدف الأهلاوي الذي سُجل في نهاية الشوط الأول، المباراة إلى نقطة الصفر، واعتمد الفريق الاتحادي مع مطلع الشوط الثاني على ترميم خطوطه التي غاب عنها التنظيم والانتشار الجيد في مجريات الشوط الأول، بينما واصل الفريق الأهلاوي بأسلوب الضغط الهجومي بحثاً عن هدف ثانٍ يريح الأعصاب، ولم يغفل التحصين الدفاعي في حال الاستحواذ الاتحادي، وتوالت الفرص في هذا الشوط، إذ أضاع نايف هزازي هدفاً محققاً للاتحاد بعد أن هيأ فرصة سانحة لنفسه، إلا أنه سدد كرة عالية 46. وشهدت الدقائق الأولى أفضلية تامة للفريق الأخضر، في وقت غاب فيه لاعبو الأصفر عن مستوياتهم وحلولهم الفردية، وأنقذ المدافع حمد المنتشري مرماه من فرصة هدف للفريق الأهلاوي عندما تدخّل وأبعد الكرة من أمام الحوسني المواجه لمرمى الاتحاد، وأضاع فيكتور سيموس فرصة هدف أهلاوي ثانٍ لتباطئه في التصويب، وأبعد الحارس مبروك زايد كرة خطرة من على خط مرمى الاتحاد 52، وساد على الأداء بعدها التقدم بحذر من الفريقين، كون ولوج هدف في مرمى أحدهما يكلفه الخروج المرّ من قبل النهائي القاري. وكاد نايف هزازي أن يخطف هدفاً اتحادياً، غير أن وجوده في كماشة دفاعية أهلاوية سهل وصول الكرة إلى يد الحارس عبدالله المعيوف 62، وسدد أنس الشربيني من خارج المنطقة كرة ذهبت بعيداً عن المرمى الأهلاوي 66، وظل اللعب منحصراً في منتصف الميدان، وحانت فرصة للأهلي من تصويبة لمصطفى بصاص مرّت بجانب القائم الاتحادي 70، وطالب لاعبو الأهلي بركلة جزاء عند احتكاك مبروك زايد وتيسير الجاسم، بيد أن قرار الحكم الياباني تشيمورا كان ركلة مرمى اتحادية 75. واستمرت المناوشات الأهلاوية والاتحادية لكنها من دون فاعلية، باستثناء انفراد محمد نور من الجانب الاتحادي واستطاع أن يبعدها مدافع الأهلي عقيل بلغيث إلى ركلة زاوية 81، وزجّ مدرب الأهلي بلاعب الوسط وليد باخشوين بدلاً من معتز الموسى، ومع هذا التبديل أضاف الأهلي هدفه الثاني عن طريق فيكتور سيموس، بعد كرة ساقطة تلقاها وسط غياب رقابة من دفاعات الاتحاد 84، وسيطر الاتحاديون على مجريات الدقائق المتبقية من أجل تقليص الفارق بهدف يؤهله للنهائي، وسدد أسامة المولد كرة ثابتة اعتلت العارضة 87.