تُوج فريق الأهلي بلقب مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، بعد أن تغلب على غريمه التقليدي الاتحاد بركلات الترجيح بعد نهاية الأشواط الأصلية والإضافية بالتعادل السلبي وتسلم الكأس والميداليات الذهبية من يد راع الحفل الملك عبدالله بن عبد العزيز. تخلى الفريقان منذ الصافرة الأولى عن الحذر وابتدآ باللعب الهجومي، ونجح الأهلاويون في فرض تفوقهم الميداني طوال دقائق الحصة الأولى، وظهروا بنسق جماعي في الأداء وانتشار منظم في منتصف الميدان، مع التمرير المتقن، وإجادة التغطية الدفاعية، ورقابة الأوراق الرابحة في منافسهم، ومنحت تلك المعطيات الأفضلية للأهلي الذي شكّل خطورة بالغة على مرمى الاتحاد، الذي ظهر لاعبوه بصورة غير متوقعة وأداء باهت كان مسبباته فردية من جهة وفنية من الجهة الأخرى، إذ افتقد الفريق لخطورة وتحركات البرتغالي باولو جورج، بعد أن أشركه المدرب ديمتري في الجهة اليسرى، إلى جانب الضعف الواضح في خطي الظهر راشد الرهيب ومشعل السعيد، اللذين كانا ممراً سهلاً للانطلاقات الأهلاوية، فضلاً عن غياب قائد الفريق محمد نور الذي نجح لاعب الارتكاز الأهلاوي معتز الموسى في رقابته. وكادت المساحات الخالية بين لاعبي المحور الاتحادي أحمد حديد وسعود كريري ومتوسطي الدفاع أسامة المولد وحمد المنتشري تكلّف فريقهم الكثير، لولا براعة حارسهم مبروك زايد المنقذ لأهداف أهلاوية عدة، وبالأمس كان الأهلي ذا حماسة عالية لدى لاعبيه وشن هجمات متنوعة، ولم يكتب التوفيق لمحترفه العماني عماد الحوسني في تسجيل هدف باكر عندما أغفل رقابته مشعل السعيد وانفرد بالمرمى الاتحادي وسدد في الشباك الجانبي. وأسهم تألق محمد مسعد وتيسير الجاسم والبرازيلي مارسينهو بوسط الميدان في صناعة اللعب الأهلاوي، إذ عمدوا إلى إرسال الكرات الطولية إلى الحوسني والبرازيلي فيكتور سيموس، ليبقى حارس مرماهم ياسر المسيليم مرتاحاً من دون أية فرصة حقيقية باستثناء تصويبة الجزائري عبدالملك زيايه في الدقيقة الأخيرة من الشوط إثر هجمة مرتدة. وشهدت مجريات الشوط سيلاً من الهجمات الأهلاوية المتنوعة لم ينجحوا في تسجيل واحدة منها ابرزها جاءت عن طريق فيكتور سيموس (9)، وتصويبة الحوسني التي مرت بجانب القائم الأيمن الاتحادي (14)، وكذلك مقصية الحوسني بعد تلقيه تمريرة تيسير الجاسم (28)، وأثمن الفرص كانت عبر رأسية الحوسني أبدع مبروك زايد في صدها (32)، الى جانب تصويبتي مارسينهو (38) و(41). وأجرى مدرب الاتحاد ديمتري مع مطلع الشوط الثاني تغييراً بإشراك النمري بدلاً من المهاجم محمد الراشد، مع إعادة باولو جورج للعب في الجهة اليمنى مع تقدم محمد نور للمساندة الهجومية لزيايه، وتحسن أداء لاعبي الاتحاد، وسعوا لبناء هجمات، وصوّب باولو جورج كرة من خارج منطقة الثمانية عشر اعتلت العارضة (52). وشعر معها لاعبوا الأهلي بهبوط مؤشر أدائهم، وسرعان ما تمكنوا من السيطرة والاستحواذ، وكاد محمد مسعد أن يسجل هدف الأسبقية للأهلي غير أن مبروك زايد كان متيقظاً (57)، وحرم الحارس الاتحادي الفريق الأهلاوي من هدف مؤكد بعدما ذاد عن مرماه ببسالة من إنفراد تام للاعب فيكتور سيموس بعد تلقيه تمريرة الجاسم (59). وتقاسم الفريقان الأداء والاستحواذ والسجال في اللعب والهجمات المتبادلة، إذ كثف المدربان التواجد العددي في حالتي الهجوم والدفاع، لتتوالى الفرص من الجانبين رغبة في إحراز هدف السبق، وزج الجهاز الفني للاتحاد بالمهاجم نايف هزازي عوضاً عن عبدالملك زيايه، ولم يحسن سلطان النمري التعامل مع كرة محمد نور ليواجه مرمى الأهلي ويمررها بعيدة عن الهزازي، مهدراً فرصة هدف للاتحاد (67)، وأضاع نايف هزازي هدفاً اتحادياً محققاً بعد أن نفذ جورج كرة ثابتة لم يستغلها الأول في هز شباك المسيليم (71). وأهدر سلطان النمري هدفاً اتحادياً من هجمة سانحة للتسجيل عندما أخطأ المدافع جفين البيشي في إخراج الكرة بشكل سليم عن المنطقة المحظورة، إلا أن المسيليم أنقذ مرماه من هدف محقق (73). وفي الأشواط الإضافية، طغى الحذر على أداء الفريقين خشية أن يلج هدف لصالح الخصم يصعب تعويضه في الأوقات الحرجة، وزج مدرب الأهلي الصربي أليكس بعبدالرحيم جيزاوي والصربي نيكولا عوضاً عن العماني عماد الحوسني ومحمد مسعد قبل أن يشرك صاحب العبدالله على حساب معتز الموسى، وجاءت الهجمات من كلا الطرفين خجولة، وكاد البرازيلي فيكتور سيموس أن يحسم الموقعة لصالح الأهلي عندما واجه المرمى تماماً، إلا أن مبروك زايد واصل تألقه وأنقذ مرماه من هدف محقق، وعاد فيكتور برأسية مرت بجوار القائم الأيسر(102)، وكانت أبرز محاولات الاتحاد عبر الكرات العرضية، والتي حاول من خلالها البديل نايف هزازي أكثر من مرة من دون جدوى.