تختلط الأوراق في الصيف، وترتفع وتيرة الصفقات، وتعلو الأصوات، وتتناثر التصريحات الرنانة، وتستمر «الجعجعة من دون طحن» كالعادة طوال فترة الصيف، ولا ينقذ الوسط الرياضي من هذه «الهنبكة» الا بداية الموسم الجديد، عندها نبدأ بحسابات جديدة، وعقليات قريبة من الواقع. ولعل من أهم الصفقات التي تستحق التوقف، موضوع اللاعب حسين عبدالغني، الذي يمرّ بآخر أيامه الرياضية، ويريد أن تستمر الأضواء حواليه، ببث إشاعات عن عقود وعروض على موقعه الإلكتروني عن انتقاله لتركيا ثم للدوري الإنكليزي، وأخيراً تشغيل اسطوانة انتقاله للنصر. تفكير حسين عبدالغني محصور في كيفية إثارة الجانب الأهلاوي، وتأليب جماهير الأهلي ضد ناديها، وهو يريد أن يلعبها بطريقة تحفظ له خط الرجعة، وتخفف من حدة تأزم مشاعر بعض جماهير الأهلي، وعبدالغني رتب كامل أوراقه على عدم العودة للأهلي، لأن الأهلي مقبل على مرحلة بناء جيل من الشبان، ولا مجال للعواجيز بينهم. كان يستطيع عبدالغني توفير الوقت بالاتجاه للأهلي فور عودته، لو كانت نيته العودة للأهلي فعلاً، لكن تجاهل الأهلي له جعله يفكر بطريقة أخرى، وهي تأجيل حسم انتقاله للنصر لحين الانتهاء من التعبئة الجماهيرية، التي خطط لها عبدالغني قبل التوقيع للبيت الأصفر. أمضى عبدالغني تجربة متواضعة مثله مثل الجابر والغشيان، بل كانت تجربة عبدالغني الأضعف، لأنه شارك في الدوري السويسري، الذي يعتبر وفق التصنيف الأضعف أوروبياً، بل ويشبهه النقاد بدوري المدارس، ولا يبرز فيه أي لاعب من القارة ذاتها أو من خارجها، وكل المواهب الجيدة تذهب للدوريات المجاورة، ولا يوجد حضور للأندية السويسرية على الخريطة الأوروبية، وحفظ المنتخب لعبدالغني قيمته الفنية، باستدعائه في بعض المباريات، وكلها تعثر فيها المنتخب وآخرها أمام كوريا الشمالية، عدا الشوط الثاني أمام الامارات الذي يستحق الذكر. من الصعوبة القناعة بأن العرض المقدم له خمسة عشر مليون ريال لموسم واحد فقط، وليس من مصلحته ولا من مصلحة النصر إعلان مبالغ غير المتفق عليها، فقد يتضرر النصر من ذلك، خصوصاً اللاعبين أبناء النادي، وقد يتضرر من ذلك حسين عبدالغني ذاته، بدلاً من انتصاره المزيف ضد الأهلي، والواقع ان النصر يحتاج لاعباً بخبرة حسين عبدالغني، واللاعب لن يجد خانة في الفرق الأربعة الكبار، ويجب أن يرضى بالمقسوم في النصر، فقد تهب رياح الحظ معه ومع ناديه الجديد. عبدالغني يريد أن يختتم مشواره الرياضي،، ويهمه أن يبرهن ذلك عملياً للأهلي، الذي ودعه غير مأسوف عليه، وأمام عبدالغني فرصة العمر، لتقديم ذاته مرة أخرى عبر النصر وجمهور الشمس الذي سيسانده بقوة، وإذا توقف عبدالغني عند إشكالية كسب مساحة جماهيرية على حساب الأهلي الذي قدمه للساحة، فقد يخسر كل شيء. [email protected]