القرار التحكيمي وليد أجزاء من الثانية، ويحتمل الخطأ والصواب، وهو في كل الأحوال مكمل للمشهد الرياضي شئنا أم أبينا. لا يمكن تجاوز القرارات التحكيمية لأنها جزء من اللعبة، ولا يمكن التركيز على قرارات التحكيم مهما صارت، حتى لو كانت بحجم"الهفوات التحكيمية"أو ما يفسره البعض بالقرارات الكوارثية، فالحكم بشر يصيب ويخطئ، ويوفق أحياناً مثل اللاعب ويتعثر أحياناً، والأخطاء التحكيمية موجودة في كل ملاعب الدنيا. امتعض الاتحاديون من قرار خليل جلال في ضربة الجزاء ولا نعلم هل هي صحيحة أم لا، وهذه ليست نقطة الخلاف بل الخلاف الحقيقي عن حالة متكررة في المشهد الاتحادي على مر السنين بارتكاب اللاعبين مخالفات ساذجة وبدائية، تساعد من يريد أن يخبص في المباراة أن يفعل ما يشاء لأنهم يساعدونه على ذلك، واللاعبون في الاتحاد يتسابقون على الكروت الملونة كل موسم وكأنها تاج على رؤوسهم. في مباراة المنتخب أمام استراليا قدم لنا حمد المنتشري لقطة موسومة بلاعبي الاتحاد ولا أحد غيرهم يفعلها عندما حضن على اللاعب الاسترالي ثم تعلق به في كرة شبه ميتة وحولها المنتشري من كرة شاردة إلى ضربة جزاء هزلية، اللاعب راشد الراهب تأثر بمعطيات المناخ الذي اندمج فيه بسرعة وقدم لنا لقطة شبيهة بما يفعله المولد والمنتشري دائماً ومن قبل فعلها أجيال اتحادية تخصصوا في ذلك، الرهيب يبدو في اللقطة يبحث عن يد اللاعب الاتفاقي ويحاول جذبه للأرض يعني بلنتي هدية ما من ورائها جزية. بالمنظور العام للجولتين السابقتين نعتقد أن الرائد أكثر المتضررين من هفوات التحكيم خصوصاً أمام الفيصلي، فقد كانت المباراة تسير نحو التعادل بهدف لمثله وأتت صافرة المرداسي لتقصي اللاعب الحكمي من التحام قد لا يستحق كرت أصفر، هذا الطرد أخل بتوازن فريق الرائد ونحر طموحاته من الوريد إلى الوريد، وقد تلقي الهزيمة الرباعية بظلالها على الرائد في الجولات المقبلة لأن الانهيار إذا أتى من التحكيم بالذات يصعب تجاوزه. لا أجزم بصحة قرار خليل جلال، وهفوة الرهيب الذي لم يلعب كرة واحدة سليمة طوال المباراة، ولذا احتفظ بخط الرجعة في مثل هذه الرؤية، فقد يكون اللاعب الاتفاقي ذا بنية ذهنية أشغلت اللاعب الاتحادي وضحكت على الحكم"العالمي"خليل جلال، وفي هذه الحالة لا نؤكد ضربة الجزاء ولا ننفيها، لكن نستطيع الجزم بأن أعلى رصيد للكروت الملونة للاعبي الاتحاد نهاية كل موسم لأن الانبراش تخصص، والفلسفة العشوائية داخل الصندوق تخصص أيضاً. صالح ناصر الحمادي [email protected]