توصلت باحثة سعودية إلى الكشف عن وسيلة تشخيص حديثة لمرض أنفلونزا الطيور H5N1، حصلت بموجبه على أول براءة اختراع في المملكة في تشخيص هذا المرض وكيفية تحديد التشخيص بدقة وفي وقت يعد قياسياً. وكشفت صاحبة الاختراع الأميرة نجلاء بنت سعود بن عبدالعزيز ل"الحياة"أن هذه التقنيات تعد من أهم التقنيات الوراثية الجزئية للكشف عن هذا المرض الوبائي، مشيرةً إلى أن هذه الطريقة طورت خصيصاً للسلالات السعودية من فايروس أنفلونزا الطيور وتتوافق بصورة كاملة مع تلك السلالات السعودية, وذلك بعكس الطريقة الأخرى التي لم يتم تصميمها بناء على تتابعات الحمض النووي للسلالات السعودية. وقالت"إن نتائج تحاليل المعلوماتية الحيوية لهذه البادئات أظهرت وجود درجة من عدم التوافق بين تتابعات هذه البادئات وتتابعات الحمض النووي الفايروسي لهذه السلالات"، لافتةً إلى أن التجارب المعملية أكدت نتائج المعلوماتية الحيوية, والتي كشفت أن الطريقة المتخصصة للسلالات السعودية لها درجة حساسية أعلى من تلك الطرق غير المتخصصة. وتهدف الدراسة"النمط الوراثي الجزئي لفايروس أنفلونزا الطيور H5N1 بأساليب الوراثة الجزئية"إلى قيمة مهمة لوسائل تشخيص فايروس أنفلونزا الطيور من طريق اكتشاف ومتابعة تطور السلالات الجديدة من الفايروس, وتحديد الصفات المناعية لها, ما يمنح فرصة الاستجابة السريعة للحالات الوبائية الناشئة عن انتشار السلالات الطائرة, ويزيد من فرص نجاح احتواء الوباء قبل تسببه في حدوث كارثة محلية أو عالمية. من جانبه، أكد المشرف على رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها الأميرة الدكتور علي زين العابدين أن مثل هذه الدراسات تؤسس لظهور مدرسة في العلوم البيولوجية، خصوصاً أنها تعمد لأدق تشخيص ممكن، لافتاً إلى عدم وجود مثل هذه الدراسات الحيوية في الوطن العربي لضعف الإمكانات. وأشار إلى أن هذا البحث المهم هو الأول من نوعه على مستوى المملكة، مطالباً بتبني النتائج التي خرجت بها البحث لحماية الثروة الداجنة التي تخسر فيها الدولة مليارات الريالات للتصدي للسلالات التي تضر بها وقد تصيب الإنسان، وداعيا إلى أهمية الاستفادة من مثل هذه البحوث. من جانبه، أكد وكيل كلية العلوم في الجامعة الدكتور خالد أبو النجا أن البحث له فوائد عدة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية, خصوصاً ما يتعلق بالفايروسات المتغيرة، والتي تظهر في كل يوم, ومثل هذه البحوث تسهم في اكتشافها وتشخيصها ما يسهل القضاء عليها. وكان مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب، أكد أن الجامعة ستعمل على تطبيق هذه الدراسة وتحويلها لمنتج يفيد علاج الثروة الحيوانية في المملكة ويخفف من الأعباء الاقتصادية. يشار إلى أن الأميرة نجلاء حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم مايكروبايولوجي بناء على هذه الدراسة, حيث تعد أول رسالة دكتوراه في المملكة والخليج, والتي نظمت بطريقة مختلفة عن التشخيص الأوروبي، بسبب اعتمادها في بحثها على تطبيق جديد ل الفايروس بحسب طبيعة طيور المملكة والذي يُمكّن من تحديد التشخيص بدقة وفي وقت قياسي. وطالب أعضاء لجنة المناقشة والحاضرون وزارة الصحة بضرورة الاستفادة من هذا البحث العلمي القيم وتطبيقه على أرض الواقع.