للقناعة بأهمية مرحلة رياض الأطفال في بناء شخصية الطالب والطالبة، حرص القائمون على هذه المرحلة على إعداد خطة مرحلية للتوسع في رياض الأطفال. وبلغ عدد رياض الأطفال التي تم اعتمادها خلال العامين الدراسيين الماضي والحالي 1430/1431 و1431/1432ه، ما مجموعه 371 روضة في مختلف المناطق والمحافظات بها 1155 فصلاً، تضم 27720 طفلاً، تركزت جميعها في القرى والهجر والأحياء التي لا يصلها التعليم الأهلي، وبذلك تكون الوزارة افتتحت ما معدله روضة واحدة كل يومين خلال العامين الماضيين، إضافة إلى افتتاح أكثر من 100 روضة أهلية بحوالى 400 فصل لأكثر من 10 آلاف طفل ليكون مجموع ما تم افتتاحه هذين العامين 471 روضة حكومية وأهلية عدد فصولها 1555 فصلاً، وتضم أكثر من 37720 طفلاً. ودعماً لتلك الجهود وتأكيد لأهمية الالتحاق برياض الأطفال، صدر قرار الوزير القاضي بقبول الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات ب180 يوماً في الصف الأول الابتدائي بشرط الالتحاق بمرحلة التمهيدي. الفايز: إعداد استراتيجية وطنية للتعليم في الطفولة المبكرة ذكرت نائبة وزير التربية والتعليم، رئيسة اللجنة العليا لرياض الأطفال نورة الفايز أن الخطة المستقبلية للتوسع في رياض الأطفال اشتملت على عدد من المشاريع والبرامج التي ستسهم في الرقي بالعملية التربوية في هذه المرحلة، وتحقيق معايير الجودة ومن أهم تلك المشاريع العمل على إعداد استراتيجية وطنية للتعليم في الطفولة المبكرة من سن الولادة وحتى ثماني سنوات، بالتعاون مع مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم والعمل على إعداد قاعدة بيانات إحصائية لهذه المرحلة، شاملة أعداد الأطفال من دون سن ثماني سنوات في المملكة، إضافة إلى الكثافة السكانية للمنطقة أو المحافظة وغيرها من بيانات يمكن أن يستفاد منها في دراسة الواقع الحالي الكمي والنوعي لهذه المرحلة. وأضافت نورة الفايز أن الوزارة بصدد العمل على إعداد خطة إسقاطية لنمو الأطفال في كل منطقة ومحافظة يمكن من خلالها وضع خطة للنمو في رياض الأطفال للسنوات الخمس المقبلة، بحيث تحقق هذه الخطة نسبة نمو في الالتحاق برياض الأطفال الحكومية تصل إلى 25 في المئة. وأكدت أن الوزارة أخذت في الاعتبار أيضاً إعداد المواصفات الفنية التصميمية لمباني رياض الأطفال وبأحجام مختلفة. وأشارت إلى أن خطة الوزارة المستقبلية للتوسع في رياض الأطفال ستتضمن العمل على إنشاء مركز لتنمية الطفولة المبكرة في المملكة من الولادة وحتى ثماني سنوات، بحيث يعمل هذا المركز على إعداد وتقديم الدراسات في جميع المجالات الصحية والتربوية والتثقيفية ودعم الباحثين بقاعدة بيانات إحصائية ومعرفية للطفولة في المملكة. كما أكدت أن مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم يعمل أيضاً وبالتعاون مع الوزارة على إعداد المعايير النمائية للطفولة المبكرة والخاصة بكل من الطفل، المعلمة، المنهج، القياس والتقويم، البيئة المادية والتربوية، الصحة، الممارسات النمائية للتدريس، العلاقة مع الأهل، الشراكة المجتمعية، القيادة والإدارة. وأوضحت أن الوزارة تعمل أيضاً على الاستفادة من نتائج الدراسة الميدانية لواقع رياض الأطفال في المملكة المعدة في فترة سابقة من فريق من المتخصصين في الجامعات السعودية، لتطوير الخدمات المقدمة للطفل. ولفتت إلى أن الوزارة تعمل كذلك على دعم المعلمات العاملات في المدارس بتوفير الحضانات الملائمة لأطفالهن للفئة العمرية من الولادة وحتى ثلاث سنوات، داخل كل مدرسة، من خلال خطة مرحلية لافتتاح هذه الحضانات في جميع مدارس البنات. التوعية الإعلامية والتنمية المهنية ... للتوسع في رياض الأطفال تخطط وزارة التربية والتعليم وتنفذ برامج توعوية وطنية، لتوضيح أهمية مرحلة الطفولة المبكرة، ابتداء من العام المقبل 1432/1433ه، بمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والأهلية المختصة، بالاستفادة من جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في آن واحد كأحد البرامج المدرجة والمتزامنة مع خطة الوزارة المستقبلية للتوسع في رياض الأطفال. كما يتم حالياً تنفيذ برنامج التوعية بأهمية هذه المرحلة من إدارات وأقسام رياض الأطفال على مستوى جميع المناطق والمحافظات التعليمية في المملكة، كما يجري حالياً التنسيق لتنفيذ عدد من البرامج المكملة والبديلة للوصول إلى الفئات المحتاجة من الأطفال الذين لا يمكن لهم الالتحاق برياض الأطفال، كبديل ومساند لبرامج الطفولة مثل التربية الوالدية والتثقيف المنزلي للأم والطفل. كما تشجع وزارة التربية والتعليم مؤسسات المجتمع المدني، والخيري، ورجال الأعمال للمشاركة في افتتاح رياض الأطفال، والمساهمة في تجويد الخدمات المقدمة في هذه المرحلة، من خلال تنظيمات إدارية تشجع على تقديم المبادرات التطوعية الداعمة لهذه المرحلة كمشاركة مجتمعية، ومن ذلك المبادرات الناتجة من المؤتمر الدولي الأول للجودة في التعليم العام المنعقد هذا العام 1432ه، حيث تم تقديم عدد من المبادرات لافتتاح وتشغيل أكثر من 13 روضة موزعة على عدد من مناطق المملكة. من جانب آخر، تركز وزارة التربية والتعليم على التطوير المهني لمعلمات رياض الأطفال من خلال عدد من البرامج التأهيلية والتدريبية للمعلمات العاملات في رياض الأطفال، كما تعمل حالياً على دراسة واقع مراكز تدريب معلمات رياض الأطفال من جميع عناصرها، لتطويرها بما يتناسب مع المستجدات العالمية، بما لا يتخالف وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والقيم الاجتماعية، إضافة إلى ذلك فإن وزارة التربية والتعليم تعمل حالياً على التنسيق مع وزارة التعليم العالي لاستحداث تخصصات أكاديمية للطفولة المبكرة من الولادة وحتى ثماني سنوات، واستحداث برامج تخصصية للدراسات العليا لمرحلتي الماجستير والدكتوراه لتأهيل المتخصصين والمتخصصات في رياض الأطفال. إيجاد بدائل للإنفاق الحكومي على قطاع رياض الأطفال لقناعة القائمين على وزارة التربية والتعليم بأهمية مشاركة القطاع الخاص في تقديم الخدمات التعليمية في جميع المراحل، ولا سيما في مرحلة رياض الأطفال، عمدت الوزارة إلى إعداد دراسات عدة لتعزيز دور القطاع الخاص، منها دراسة لتعزيز دور القطاع الخاص في التعليم الأهلي، ودراسة أخرى لتعزيز دور القطاع الخاص للاستثمار في رياض الأطفال، حرصاً من الوزارة على جعل القطاع الخاص شريكاً حقيقياً في مشروع التوسع في رياض الأطفال، وتقليل الإنفاق الحكومي على هذه المرحلة، كما تقوم الوزارة حالياً بدرس جميع اللوائح والأنظمة والبدائل المناسبة لتسهيل إجراءات افتتاح الروضات الأهلية، إضافة إلى ذلك فإن وزارة التربية والتعليم تعمل بالتنسيق مع وزارة العمل على تفعيل قرارات وزارة العمل التي تلزم مؤسسات القطاع الخاص والحكومي التي تعمل بها نساء على افتتاح حضانات وروضات لأطفال موظفاتها، كما تعمل الوزارة أيضاً على دراسة نظام يمكن أن يسهم في إلزام أولياء الأمور إلحاق أطفالهم بمرحلة رياض الأطفال حال توافرها.