أود بادئ الأمر أن اشكر أخي وزميلي عبدالسلام اليمني على مقاله الأسبوع الماضي الذي حمل عنوان: "الإقصاء في ثقافة رجل أعمال".. ولعلي أنتهز الفرصة، كي أوضح بعض اللبس الذي وقع فيه الأخ اليمني، وفهمه بشكل خاطئ لبعض ما تضمنه مقالي السابق.. فأنا لم أقصه ولم أتجاهله، فعندما قلت إنه لا يمت للاقتصاد بصلة كان القصد أنه لا تربطه أية علاقة مع الغرف التجارية الصناعية التي صب عليها هجوماً كبيراً، وهي كيانات اقتصادية تسعى إلى خدمة الوطن والمواطن، ودعم برامج التنمية الوطنية، وتساهم مع الجهات الحكومية التنفيذية في صياغة النظم والسياسات ذات العلاقة بقطاع الأعمال، إلى جانب تعزيز مساهمة قطاع الأعمال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وما تحفظت عليه في مقال الأخ اليمني عندما شن هجومه على رجال الأعمال جميعا، هي لغة التعميم، علماً بأنه اتفق معي في مقاله على جهود الكثير من القطاع الخاص الذين ذكر جهودهم ومساهماتهم في خدمة الوطن، الذين هم أعضاء في الغرف التجارية التي سبق وأصدر حكمه عليهم في المقال السابق، فمن المؤكد أنه يتفق معي في أن جميع شرائح المجتمعات أو فئاتها أو من يمثلون المهن فيها، تجد فيهم الصالح والطالح والنزيه والفاسد، ومن غير العدل أو الإنصاف أن نتهم فئة بأكملها عند خطأ ارتكبه أحد ممثليها، ومن غير المنطقي أيضاً أن نطبق مقولة "الخير يخص، والشر يعم""فهذا يعتبر إجحافاً في حق من تحلى بالنزاهة وتربى عليها وطبقها في حياته مع جميع الناس، ومقارنته بشخص من فئته يتخذ الخطأ طريقاً ومبدأً يسير عليه. كل ما وددت توضيحه هو أن رجال الأعمال شأنهم شأن أي مواطن غيور، حريصون على تطور البلاد ونموها والمحافظة عليها، فعند الخطأ لا ينبغي تعميم الحكم عليهم جميعاً، فلهم من المساهمات الكبيرة في عديد من المجالات، سواء الاقتصادية أو الخيرية أو الاجتماعية، وتعميم الأحكام يخالف العقل والواقع، ويخلق فجوة كبيرة من التباعد بين أطراف المعادلة. أخي: عندما ضربت بعض الأمثلة على انجازات رجال الأعمال كان لتوضيح أنه ليس الجميع ضد العمل المؤسسي أو ضد القرارات التي تخدم الصالح العام، وللمعلومية فقط: إن السواد الأعظم من رجال الأعمال، مع مشروع نطاقات الذي وضعته وزارة العمل للشفافية التي بني عليها، إن لم يكن بعضهم مشاركين فيه، على رغم أن الكثير منهم شركاتهم في النطاق الأحمر. وفي الختام: أؤكد لك أخي أنني لم أتجاهل أحداً في يوم من الأيام، لا أنت ولا سواك، وكل ما أتمناه أن نبتعد عن لغة التعميم على الجميع، فأحادية النظرة إلى الآخرين أو منهج العداء والكراهية، وتعميم الحكم على الجميع منهج يضاد الشريعة الإسلامية، وقاعدة التعميم في كل شيء وعلى كل شيء محض الجور والظلم للآخرين. * رجل أعمال سعودي.