اجتاحت محافظة حفر الباطن، أمس، عاصفة رملية مصحوبة برياح جنوبية شرقية نشطة السرعة، مسببة انعدام الرؤية الأفقية، وخلفت"شللاً شبه تام"في الطرق الرئيسة المؤدية من حفر الباطن وإليها. وشوهدت السيارات على جنبات الطريق، بعد ان شغل قادتها الإشارات التحذيرية. واستمرت العاصفة من الساعات الأولى للصباح، مع انعدام الرؤية الأفقية، حتى ال12 ظهراً، إذ زالت العاصفة الرملية، ولكن حركة الرياح النشطة والعوالق الترابية في الجو استمرتا. واستفاقت حفر الباطن، على أجواء شديدة الغبار محملة بأتربة أعاقت الحركة. وعلى رغم منع كثير من أولياء الأمور، أبناءهم من الذهاب إلى المدارس، إلا أن قسماً آخر اضطر للذهاب بأبنائه، كون هذه الأيام تشهد الاختبارات الفصلية. وتزايدت موجة الغبار في ساعات الصباح، لتبلغ ذروتها في التاسعة صباحاً. وعلى رغم الصلاحيات الممنوحة لمديري المدارس، من قبل إدارة التربية والتعليم، بصرف الطلاب، إلا أن غالبية المدارس، رفضت إخراج الطلاب، معللة ذلك بخوفها من أن"تتحمل مسؤولية حدوث مكروه لهم، أو عدم التزامهم بالذهاب إلى المنزل". وبقي الطلاب داخل الفصول الدراسية، فيما اختارت بعض المدارس جمع الطلاب داخل الساحة الداخلية،"حماية لهم". وحذر عدد من الجهات الأمنية والصحية، من التعرض للغبار، ونصحوا ب"أخذ الحيطة والحذر خلال السير في الطرقات والشوارع". فيما استعد قسم الإسعاف والطوارئ في مستشفى الملك خالد العام، لاستقبال المصابين بالربو وأمراض الصدر. وشهد القسم كثافة من المراجعين، الذين حصلوا على العلاج اللازم، وغادروا المستشفى. كما شهد طوارئ مستشفى القيصومة، ارتفاعاً في عدد المراجعين، خلال الساعات الأولى من هبوب العاصفة، بوصول نحو 350 حالة، مع توقّع وصول حالات أكبر بعد انتهاء عمل المراكز الصحية في الأحياء. ولم تسجل الحوادث المرورية زيادة في معدلها الطبيعي، بل شهدت انخفاضاً، نظراً"لقلة الحركة المرورية في الشوارع"بحسب مصادر مرورية. وتدفع حفر الباطن، ثمن غارات الغبار على محيطها، ويزيد الأمر سوءاً موقعها الطبوغرافي، الذي يجعل نصف المدينة يقع في أرض منخفضة، ما يجعل تأثير الغبار مضاعفاً. وينتظر الأهالي أن تزيد بلدية حفر الباطن من وتيرة جهودها في بناء المصدات والأشجار، للتخفيف من أضرار اجتياح الغبار، خصوصا أن المدينة تعاني من تأثيرات الغبار طوال أيام الصيف، إذ تنشط فيه الرياح. وزادت مخاوف الأهالي بعد انتشار تقرير يتوقع ازدياد حركة الرياح، كون هذا العام شهد ندرة في هطول الأمطار، ما تسبب في تفكك التربة السطحية في شكل أكبر، وجفافها. وتأتي العاصفة، في أعقاب تحذيرات أطلقتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، عبر موقعها الالكتروني، من"عوالق ترابية على معظم مناطق شمال المملكة والأجزاء الشمالية لشرقها". وأوضحت أنه"يستمر نشاط الرياح السطحية، وقد تصل أكثر من 50 كيلومتراً في الساعة، مثيرة للأتربة والغبار، ما يؤدي إلى تدن في مدى الرؤية الأفقية".