نسمع كثيراً بالفنون المختلفة التي ظهرت على الساحة العربية والمواهب المدفونة لدى شباب وشابات هذا البلد الطيب، والكثير من هؤلاء أخذ بتطبيق القول الشائع"التقليد الأعمى"الذي يقوم به هذا الشباب في هذه الفترة من تقليعات ما أنزل الله بها من سلطان، وغالبيتها مخالفات صريحة للشريعة الإسلامية والهدي النبوي الكريم الذي بعثه الله رحمة للعالمين ومتمم للأخلاق العالية والسجايا الحميدة التي يتطلع المجتمع المسلم أن يراها في أبنائه، وليس تلك العادات والتقليعات التي غزت أفكار وثقافات هذا الجيل الواعد من المجتمعات الغربية بشتى وسائل الاتصال والتقنيات المعلوماتية، سواء المرئية منها والمسموعة، أو حتى عن طريق الشبكة الشيطانية العنكبوتية التي بدأ أعداء الإسلام بنشر سمومهم عن طريقها، والموجهة بصفة عامة للشباب المسلم وبصفة خاصة لشباب الوطن العربي. وعلى رغم ما أشاهده من مشاهد غريبة ومناظر مقززة، وأشكال مريبة من شباب عصرنا الحاضر إلا أن هناك فئة أشعر بكل الفخر واعتزاز أن أتعامل معها، سواء من الشباب أو من الشابات في مختلف التخصصات وفي شتى المجالات، فهم من أجاد فن التعامل مع الآخرين وبكل احترافية ومهارة، متبعين في ذلك الهدي النبوي الكريم، راجين من ذلك الفوز بالجنة، كما جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه"قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق"، وقال ابن القيم: جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق، لأن تقوى الله تصلح ما بين العبد وربه، وحسن الخلق يصلح ما بين العبد وسائر الناس، فتقوى الله توجب له محبة الله، وحسن الخلق يدعو الناس لمحبته". وعلى سبيل المثال لا الحصر ما استوقفني كثيراً إعجاباً وتقديراً لهؤلاء القلة من الناس لحسن تصرفهم واستقبالهم ولباقة حديثهم وبشاشة وجوههم. على رغم ما يجدونه من ضغط نفسي وجهد بدني في مجال عملهم، هذا ما عايشته بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي، ولا يقتصر حسن أخلاق هؤلاء الأطباء عند هذا الحد بل هم ذوو قلوب مفتوحة وآذان صاغية لكل تساؤلات واستفسارات المرضى، وتأتي الإجابة بابتسامة عريضة ووجه مشرق تدخل الغبطة والسرور والطمأنينة في قلب من يتعامل معهم، إضافة إلى إسعاد مرضاهم وراحتهم. أخيراً أدعو لهؤلاء القلة من الناس بالتوفيق في حياتهم العملية والعلمية، وأن يسدد على طريق الخير خطاهم وينير دروبهم، وأن يحذو حذوهم أبناؤنا وبناتنا، لينعم مجتمعنا بالأمن والاستقرار، ويسود الإخاء بين أفراده بمختلف فئاته. عبدالله عبدالرحمن الغانم عودة سدير [email protected]