يروى في قديم الزمان أن رجلين في أحد البلدان المجاورة كانا يعملان بنقل البضائع من بلد إلى بلد، وكانت وسيلتهم في ذلك "حماراً" يحملون عليه بضاعتهم. وفي ذات يوم مرض "الحمار" ومات فحزنا عليه حزناً شديداً لانقطاع مصدر رزقهما، فقال أحدهما للآخر لا تحزن لدي حيلة ذكية تجعل "الحمار" مصدر رزقنا حتى بعد موته، فقال أن نحفر ل "الحمار" قبراً ونجعل عليه ضريحاً ونشيع أنه ولي صالح. فنجحت الفكرة وانهالت النذور والقربان على قبر هذا الولي، فتضاعف دخلهما وكثر مالهما من سدانة قبر هذا الولي، وفي ذات يوم اختلف السادنان على الغلة وارتفع صوت أحدهما، فقال الآخر: اخفض صوتك لا يسمعك الولي في قبره، فأجابه قائلاً: أي ولي نحن دفنا "الحمار" سواء؟ فأصبحت هذه الكلمة مثلاً متداولاً والقذافي حينما ثار شعبه عليه، صار يحرّض أميركا والغرب على شعبه الليبي المظلوم بأن هؤلاءهم القاعدة، إلا أن الغرب الذي تحركه مصالحه أذكى من حيل القذافي، فهو يعرف أن القاعدة أداة للغرب يحركها كيف يشاء. والمستفيد الوحيد من القاعدة هم الغرب، يحركونها في الوقت المناسب والمكان المناسب، ولن تنطلي عليهم حيل القذافي، بل لسان حالهم يقول عن القاعدة "دافنينها سواء". * كاتب سعودي.