لم يبق أمام أم أيمن سوى شهرين لتحضر فتوى تثبت فيها أن بيع الشعر المستعار الباروكة لا يخالف الشريعة الإسلامية، وإلا فإن محلها في أحد المراكز التجارية في الرياض سيغلق. وكانت مجموعة من النساء اشتكت من أن بيع الشعر المستعار يخالف الشريعة الإسلامية، فطلبت إدارة المركز التجاري من البائعة إحضار الفتوى. وقالت أم أيمن ل"الحياة":"عندما كنت مرافقة لابنتي في إحدى المستشفيات، لاحظت ما يعانيه مرضى السرطان نتيجة فقدان الشعر، فقررت أن أخفف من معاناتهم ولو قليلاً بتوفير شعر مستعار لهم، خصوصاً أنه غير متوفر داخل المملكة، فعملت على إحضارها من الخارج، وبيعها لهم بأسعار رمزية، حتى وصل عدد المرضى الذين طلبوها أكثر من 40 شخصاً". وأضافت أنها افتتحت محلاً في مركز تجاري لبيع الباروكات قبل نحو عام، ولم تواجه فيه أي مشكلة، لكن في الفترة الأخيرة، وجدت معارضة من بعض المتسوقات، طالبن بفتوى شرعية تجيز ذلك أو إغلاق المحل. وأشارت إلى أن إدارة المركز لم تقتنع بفتوى أحضرتها من الإنترنت، وأعطتها مهلة شهرين لإحضار فتوى رسمية، مشيرة إلى أن الشعر المستعار الذي تبيعه مصنوع من الحرير الطبيعي، وليس الشعر الطبيعي. من جهته، قال مسؤول تأجير في المركز التجاري فضل عدم ذكر اسمه ل"الحياة":"عقود تأجير المحال لدينا تتضمن عدم بيع سلع تخالف تعاليم الدين الإسلامي، وإنذار مستأجرة المحل بوقف نشاطها، لم يكن بسبب شكاوى الزوار فقط، وإنما كان بعد تحققنا من الموضوع، إذ طالبنا أم أيمن بضرورة إحضار فتوى شرعية تثبت أن بيع الشعر المستعار لا يخالف الشريعة الإسلامية، لكنها أتت بفتوى من الإنترنت، وهو ما لا يمكن أن نقبل به"، مشيراً إلى أن إدارة المركز أعطتها شهرين لتجلب فتوى أو تغير نشاطها. وشدّد الداعية سعيد بن مسفر على أن وضع الباروكة محرم، واستشهد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم منع امرأة من وصل شعر ابنتها التي كانت ستتزوج. وقال ابن مسفر ل"الحياة":"يقع حكم الشعر المستعار تحت حكم توصيله، بل هو أشد حرمة، ومن يسقط شعرها بسبب مرض السرطان أو نحوه إنما هو ابتلاء من الله وعليها أن تحتسب الأجر، فليس جمالها في الشَعر". وعما إذا كان هناك بدائل لمن فقد شعره بمرض أو نحوه، أكّد جواز زرع الشعر وعلاجه بمواد تغذيه وتنبته، لكنه حرّم إخاطة الشعر بفروة الرأس لأن حكمه حكم توصيله. من جهته، قال المحامي أحمد الراشد ل"الحياة":"لا يوجد نص قانوني يمنع السيدة من بيع الباروكات في مجمع تجاري"، متسائلاً عن كيفية وصول هذه المنتجات إلى السعودية إذا كانت ممنوعة. وأكّد أن من حق البائعة إقامة دعوى قضائية للمطالبة بحقها وتعويضها. يذكر أن أكثر من يبيحون الباروكة للحاجة يرجعون إباحتهم إلى فتوى معروفة ومتداولة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، عندما سألته امرأة عجزت عن حل مشكلة تساقط شعرها بالأدوية فلجأت إلى الباروكة"وأفتى ابن عثيمين في تلك الحالة بقوله:"بمثل هذه الحال، حيث تساقط شعرها على وجه لا يرجى معه أن يعود على هذه الفقرة نقول إن الباروكة في مثل هذه الحال لا بأس بها لأنها في الحقيقة ليست لإضافة تجميل، ولكنها لإزالة عيب، وعلى هذا فلا تكون من باب الوصل الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعله".