الكتابة لدي كالتحليق لدى الطائر، سأموت إن منعني أحد منها"فأنا أملك حرية الاختيار في أن أكتب أم لا، في أن أنشر أم لا، لكنني امرأة مزاجية في كل شيء"حتى في الكتابة. تزداد رغبتي في الكتابة حين أشعر ببعض الكآبة، وعندما يعلن القلم عجزه عن أن يكسر حدة بياض الورقة التي بين يدي. تزداد حدة الكآبة لدي ولا علاج لها سوى الكتابة... وكم هو مؤلم أن يتأخر وصول هذا العلاج. إن تأخر سأفقد الاستمتاع بكل ما هو حولي" فهناك ما سيظل يشغل ذهني. أشعر بالرغبة في الكتابة في لحظات الغضب، الحزن، الرغبة في التغيير. لكن من النادر أن أشعر برغبتي في لحظات الفرح. لحظات الفرح قليلة جداً، لكنها تأتي مجنونة جداً... لحظات لا تقدر على احتمال كبرياء ورقتي البيضاء الذي يطول. لحظات الفرح عجولة لن تصبر على قلمي الذي قد ينتابه العجز... ولحظات الفرح دوماً تنقلني إلى عالم آخر... عالم أكثر صخباً. عالم أتحدث فيه أكثر من أي وقت آخر... وأشعر حينها أن صوتي يتغير، وأني أعود طفلة لا يهمها ما حولها، ومن حولها... يهمها شعورها بالفرح فقط. حين أكتب، معناه أن أكون أكبر، وتكون هيئتي هادئة جداً، معناه أن الأصوات والمتحاورين... المعارضين والمؤيدين كلهم في داخلي، يكتبون كل حرف أكتبه... ويتحدثون عني... وتتحدث الورقة التي ألجأ إليها... الورقة الهادئة الصامتة التي لا تعمل شيئاً سوى قراءتي. أحترم صمتها وأهمس بكلمات يسمعها القلم... أكتب وتقرأني الورقة البيضاء... أكتب لأرتاح... فأعلم أني مازالت قادرة على التنفس، ومازال قلبي ينبض.