أتساءل لماذا لا يتم جلب الأنظمة الأميركية والغربية المميزة كما هي من دون أية إضافة أو تعديل، مثل أنظمة الصحة والخدمة المدنية والجوازات، وغيرها من الأنظمة التي كلما تقدمنا سنوات اتجهنا إلى مماثلتها؟ فلماذا لا نطبّقها من الآن ونرتاح؟ أعرف أن هناك أموراً لا تناسبنا في النظام الأميركي، وأعرف أن هناك أموراً لم تنجح فيها أميركا، ومنها مشكلة الرهن العقاري، لكن في كل الظروف فالأنظمة المطبّقة هناك أفضل من الأنظمة المهترئة، التي نعمل بها في وطننا العربي، خصوصاً تلك التي لم تتغيّر منذ السبعينات الميلادية. نظام التعليم لدينا يعاني مشكلات جمة، فلماذا لا نتبع السياسة التعليمية الأميركية ونطعّمها بما نريد، بما يتوافق وثوابتنا الدينية والاجتماعية والفكرية. بات من المعلوم أن الإدارة الأميركية هي الأنجح على مستوى العالم، ونظام الرقابة لديها هو الأفضل، فلماذا لا نطبّقه، خصوصاً أن جميع الدول العربية تعاني من ضعف في الرقابة، وهو الأمر الذي أدى إلى انتشار الفساد، وانهيار بعض النظم الإدارية، التي كنا استوردناها في الأساس من دون تمحيصها؟ وإذا كانت هناك حساسية من"الأمركة"، فلماذا لا نطبّق النظام الإنكليزي أو الفرنسي؟ فكلها أنظمة إدارية مميزة، وعلى درجة عالية من المهنية والقانونية، وتفوق الأنظمة العربية أجمع. المصريون مثلاً يناقشون تغيير الدستور، ويستعينون بفقهاء الدساتير من أجل ذلك، ونصيحتي لهم أن يكفوا عن التمحيص والبحث والتعديل، وأن يكتفوا بنسخ الدستور الأميركي، وإجراء التعديلات التي يريدونها بما يتوافق وحاجاتهم. أعرف أن النظام الأميركي ليس جنة من جنان الخلد، لكنه بلا شك يحتوي على الكثير من الميزات والإيجابيات التي تفوق كل الأنظمة العربية. سأتحدث عن السلبيات الأميركية بعيداً عن الأنظمة الداخلية، فعلى صعيد السياسة الأميركية الخارجية، هناك تمييز أميركي واضح وجلي في التعامل مع القضيتين المصرية والليبية، ففي الأولى أصمّت السيدة هيلاري كلينتون والسيد أوباما أسماعنا بتصريحاتهما وخطاباتهما، على رغم أن الرئيس حسني مبارك لم يفعل ربع ما فعله وهدّد بفعله الرئيس الليبي المعتوه معمر القذافي، ومع ذلك كان التعامل الأميركي مع القضية غريباً وعجيباً، وهو أشبه بطريقة الذبح على الهوية في العراق. على النمط العنصري والفئوي والتمييزي ذاته، تعامل الأميركيون مع قضية الشاب خالد الدوسري، فعلى رغم عدم توافر تفاصيل موسعة لديّ أو لدى الإعلام الأميركي، إلا أن هناك نقاطاً تثير الاهتمام والانتباه، فلكم أن تتخيلوا أن إرهابياً ينوي تفجير السيد بوش يقوم بشراء المواد الكيماوية بشكل رسمي وباسمه الصريح، وللمعلومية أيضاً فهو يدرس الكيمياء الحيوية، وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون في منزله مثل تلك المواد أو معمل صغير، كما يقتني من يدرسون الموسيقى الجيتار أو البيانو في منازلهم. محامي الدوسري قال إن الاتهامات أشبه بقصة"أليس في بلاد العجائب"، أما أنا فسأسأل كيف يقولون إنه إرهابي منذ الصغر، على رغم أنه لم يكن على أي ارتباط مع أية جهة إرهابية، وهو يبلغ من العمر عشرين عاماً، إلا إذا كان مفتشو مكتب التحقيقات الفيديرالية بأميركا يعتبرون كل سعودي إرهابياً بالفطرة؟ [email protected]