نعم يا شعب عبدالعزيز الثعالبي، وشعب سعد زغلول، وشعب عمرالمختار، وشعب عبدالقادر الجزائري . لا أحد ينكر بأنكم شعوب مناضلة منذ الأزل تجاه وطنكم وأرضكم، ولكم كل الحق بما تفعلونه لأخذ حقوقكم. ولكن، ليتكم تعتدلوا قليلاً بمشاعركم وحماستكم تجاه ما تفعلون. ألا تريدون أن تبقى أوطانكم عملاقة بتاريخها العريق والمجيد، وتبقى أسماء رجالكم الذين طردوا المستعمرين شامخة؟ ألا تريدون أن تمنعوا التأثيرات الخارجية من وصولها الى أيادي الغزاة وأذنابهم؟ ماذا يريدون سوى إحداث الفوضى والانفلات الأمني في البلاد العربية التي يطمعون في كنوزها وثرواتها الدفينة من خلال طلب مساعدتهم لها والدخول عليها من أوسع الأبواب مع استقبالهم بالورود والتهليل لهم، لأنهم حضروا لتخليصها من الحكام المستبدين؟ ألم تستجر المعارضة العراقية بحكام أميركا لإنقاذهم من الطاغية صدام حسين، فأصبحوا كالمستجير من الرمضاء بالنار، واستباح الصهاينة العراق متسترين بأذنابهم، وحصل ما حصل فيها من طمس لتاريخها وقتل لشعبها الأبيّ وجلب الخزي والعار له بل وعلى الأمة المسلمة والعربية الأجمع؟ ألا نأخذ العبر ونتعظ بما فعل الغزاة في العراق من إهانات، وهتك علني للأعراض، وتفكيكاً لأسر وتهجيرهم؟ أليست أميركا والصهاينة وبريطانيا وفرنسا هم من يديرون دفة الحكم فيها سواء في الداخل أم من الخارج، ألم تقسم العراق؟ أهذه هي الديموقراطية التي نصبو اليها ونتطلع؟ انتبهوا أيها العرب، مسلمين ومسيحيين، من زحف العقارب الى أوطاننا. لاحظوا الفتن المقنعة بالثورات التي تحدث الآن. يعلم الله الى أين ستمتد. كلها في سبيل الاستيلاء على المدخرات ومنابع النفط ولإثارة الفوضى وتقسيم البلاد الى دويلات صغيرة ليسهل التحكم والسيطرة عليها. بدأوا بالعراق ثم السودان وهلم جرا. لذلك انتبهوا. كل هذه الخطط اعتمدت في غرفة مغلقة مكانها واشنطن يديرها الصهاينة. هل حقاً رئيس الولاياتالمتحدة هو الحاكم؟ في نظري طبعاً لا. هو عليه أن يوقع فقط على ما يملى عليه من اللوبي الصهيوني المتحكم بإدارة دفة الحكم. انظروا الى مواقع النت التي تدخل علينا وتثير عقول شبابنا، ما هو مصدرها، إنه اسرائيل أو أميركا ومن ورائها اسرائيل. إن أميركا وقبلها بريطانيا وفرنسا، حين ينصبون أي حاكم في وطنه، تدار دفته من عندهم، وعندما يتيقنون بأن دوره قد انتهى يتخلصون منه بأية طريقة. ألم ينته دور معمر القذافي بالنسبة لهم الآن؟ عندما قامت ثورتة في الفاتح من سبتمبر عام 9691 ، نجحت على رغم وجود أعتى القواعد الأميركية في طرابلس، قاعدة ويليس. وتمكن بمساعدتهم من الاستيلاء على الحكم، ولكن دوره الأن قد انتهى، وهاهم يريدون التخلص منه ويريدون إثارة الفوضى والبلبلة وإثارة الحرب الأهلية وتشغيل مصانع الاسلحة لديهم. لماذا يا ترى جاءت السفن البريطانية المحملة بالعتاد والأسلحة الى الشواطئ الليبية أحباً بالشعب الليبي وخوفاً عليه، أم لأسباب أخرى؟ أنهم يستخدمون اصحاب النفوس الضعيفة من عملائهم، مثل الذي ظهر من واشنطن على إحدى القنوات الفضائية قائلاً انه ليبي، يناشد سيده الرئيس اوباما وكاد أن يقبل يديه علناً على الهواء، بالتدخل لإنقاذ الشعب الليبي من الطاغية معمر القذافي. إن الشعب الليبي شعب أبي لا يقبل تدخل الغرباء ولا يطأطئ رأسه لأي مستعمر. ألم يقف عمر المختار شامخاً في وجه الاستعمارالايطالي وكان هو ورفاقه يربطون أرجلهم حتى لا يتراجعوا، وبقي أبياً عزيزاً حتى لحظة إعدامه. رحم الله الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود شهيد الإسلام والعروبة، حين قال لهنري كيسنجر بأنه من ": وزير خارجية الولاياتالمتحدة آنذاك: "بأنه من الأفضل لنا أن نعود الى الصحراء والى الخيم، نأكل التمر ونشرب اللبن على أن نرضخ لطلباتكم ونذل أنفسنا أمام شعوبنا وشعوب الأمة العربية والمسلمة". هذا هو أحد أبناء موحد المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، فكيف بالآخرين من أبنائه وأحفاده. هذه هي عزة النفس والكرامة والشهامة العربية التي نفتخربها ونعتز. وعندهم يكمن العقل الراجح والتفكير السليم. ألم ينادوا، في هذه الظروف الحرجة، بالحوار والإصلاح، مجنبين بلادهم الفوضى والانقسام والانفلات الأمني والتعصب الطائفي والقبلي. ليت من يقودون الثورات يقتدون بتلك الشخصيات العظيمة. إن بلادنا لم تعد بحاجة إلى أذناب الاستعمار أمثال أحمد الجلبي وفؤاد العجمي والبرادعي، يكفينا ذلاً وهواناً. أناشد الشعوب العربية بأن يستفيقوا ولا ينجرفوا وراء ما تمليه عليهم طواغيت الاستعمار، معتمدين على الله تعالى الحامي والمنتقم من كل جلاد، واعين بأن الحوار هو مفتاح طمأنينة القلوب وتحقيق المطالب. [email protected]