لا أعلم حقيقة لماذا يصر بنك التسليف على تأخير صرف القروض التي يلجأ إليها الشباب من أجل الزواج؟ هذا التأخير يصل في بعض الأحيان إلى عام كامل، وربما أكثر. الدولة - حفظها الله - رأت أن من واجباتها تجاه أبنائها، مساعدتهم في بناء عش الزوجية، فكان قرار المسؤولين دعم الشاب الذي يريد بناء حياته، بإقراضه مبلغاً من دون فوائد، إلا أن النهج الذي يعتمده المسؤولون عن الصرف يسهم في تشويه هذا التوجه. كما أن بعض فروع البنك تعاني شحاً، وبالتالي ينتظر المتقدم مدة طويلة، بل ربما يتزوج بالاقتراض من جهات أخرى، ثم وينجب، وهذا يقلل من فائدة قرض بنك التسليف. إذاً ما الحلول المطلوب تحقيقها من المسؤولين؟ إن المطلوب بداية هو ضمان استمرار تدفق المبالغ إلى البنك، بدعمه في شكل متواصل حتى يؤدي دوره الذي أنشئ من أجله، ولن يتم ذلك إلا بالتنسيق المستمر مع المسؤولين في وزارة المالية. كما أن المسؤولية الكبرى والدور المهم يقع على المسؤولين في وزارة المالية، التي في يدها ضمان استمرار الدعم وعدم البطء في صرفه، ولا سيما أن البنك يأخذ ضمانات من المقترض بالسداد، وبالتالي فمعظم ما يصرف هو من ضمن المبالغ المسددة. وهنا لا بد من ذكر نقطة مهمة، وهي أن الدولة لم تقصر أبداً مع أبنائها، وقد قدمت مئات الملايين من الريالات لمساندتهم في زواجهم، أملاً منها في رفع شأنهم حتى يعيشوا حياة كريمة، ويتفرغوا للإنتاج والعمل على رفعة بلدهم وخدمة دينهم وحماية وطنهم. كما لا أنسى أن البنك مطالب باستثمار موارده، إلى جانب تحقيق مهمته الأساسية المتمثلة في دعم الشباب ومساعدتهم على الزواج، وهذه الاستثمارات ضرورية لضمان عدم نضوب موارده، كما أنها تقلل العبء ولو قليلاً على الدولة، ولن يتأتى ذلك، إلا بوجود كادر اقتصادي ومستشارين يخططون جيداً لهذه الخطوة ويدرسونها من جميع الأوجه، ولا شك أن خطوة مثل هذه تحتاج إلى وقت ليس قصيراً لجني ثمارها، ولكنها بالتأكيد ستكون مفيدة، ولا سيما في ظل ما يعانيه المتقدمون حالياً من تأخير يؤدي إلى تأجيل زواجهم. عبدالحليم تميم - جدة