ودّع أكثر من ثلاثة ملايين حاج أمس الأربعاء الديار المقدسة، بعد أن أتموا الركن الخامس من أركان الإسلام، برمي الجمرات الثلاث وطواف الإفاضة والوداع في المسجد الحرام، فيما يتجه قسم منهم إلى المدينةالمنورة لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه. راجع ص2، 3، 4،5و7 وخلال ستة أيام انهمك مئات الآلاف من الحجيج في رحلةٍ إيمانية لا تقاس بثمنٍ دنيوي عنوانها التطهير والخلاص من الذنوب، تساوت فيها وقفتهم أمام الخالق، وتنوعت فيها حاجتهم ومسألتهم في مشهدٍ لا يتكرر كل عام في أي مكانٍ في العالم إلا بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وأعدت الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج خطة وفرت فيها مئات الحافلات لنقل الحجاج الذين أتموا مناسكهم ويرغبون في التوجه إلى المدينةالمنورة مروراً بمركز التوجيه والإرشاد في طريق مكةالمكرمة لمراقبة التفويج والتأكد من الإجراءات الخاصة بالمغادرة، فيما سيتم توزيع عبوات ماء زمزم عليهم. وتستعد منافذ المملكة الجوية والبحرية والبرية لتفويج حجاج بيت الله الحرام ومنها مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة وميناء جدة الإسلامي ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينةالمنورة، إذ زودت المنافذ بالكوادر المؤهلة والمدربة لإنهاء إجراءات الحجاج المغادرين بكفاءة وسرعة. وكان للخدمات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين ومنظومة الخدمات الأمنية والصحية والخدمية أبلغ الأثر في إنجاح حج هذا العام، وتيسير رحلة العمر والنسك، في تحدٍ مع الجغرافيا والزمن بإدارة حشد بشري يقدر تعداده ثلاثة ملايين حاج. وشهد الحرم المكي الشريف كثافة كبيرة من الحجاج لأداء طواف الإفاضة والوداع، وامتلأ صحن المطاف بكامل طاقته الاستيعابية والتي تقدر بأكثر من 70 ألفاً في الساعة وتحويل الفائض عن الطاقة الاستيعابية للمطاف إلى الطابق الأول من المسجد الحرام وسطحه، حيث لم يحدث أي تدافع بين الحجاج على رغم الكثافة الكبيرة. وجندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ستة آلاف موظف تم توزيعهم على جميع أروقة وطوابق المسجد الحرام لتوعية وتوجيه وإرشاد الحجاج وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام ومنع الجلوس في ممرات المشي والممرات المؤدية إلى صحن المطاف، وتوزيع الكتيبات والمطويات التوعوية بعددٍ من اللغات، علاوةً على تكثيف برامج الوعظ والإرشاد والتوجيه والرد على أسئلة واستفسارات وفود الرحمن ومراقبة عملية الطواف والسعي وتخصيص عددٍٍ من العربات للسعي بالمجان وعربات خاصة بالمعوقين. وجندت قوة أمن الحرم جميع طاقتها لمراقبة حركة الحجاج والمحافظة على أمنهم وسلامتهم داخل المسجد الحرام وساحاته، وذلك وفق الخطة التي أعدتها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية. وقال المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد التويجري إن حج هذا العام سجل نجاحاً مشهوداً، إذ خلا من أي حوادث مؤثرة أو أحداث طارئة تهدد سلامة الحجيج خلال أداء المناسك، مضيفاً أن فرق الإشراف الوقائي والحماية المدنية ضبطت ما يزيد على 308 مخالفات لقرار حظر استخدام الغاز المسال لأغراض الطهي في المشاعر، مؤكداً أن الغالبية العظمى كانت حوادث صغيرة ومحدودة وتم التعامل معها من دون وقوع أي خسائر في الأرواح بين الحجاج، مسجلةً انخفاضاً كبيراً عن الأعوام الماضية. وباشرت ثلاث من طائرات الإسعاف الجوي التابع لهيئة الهلال الأحمر السعودي مساء أول من أمس الثلثاء حادثة تصادم بين سيارتين تقل إحداهما حجاجاً باكستانيين على طريق مكةالمكرمة - المدينةالمنورة، أدت إلى وفاة شخصين وإصابة سبعة آخرين. وأوضح مدير إدارة العمليات الجوية في الإسعاف الجوي الكابتن عبدالحكيم الجوفي أن ثلاثاً من طائرات الإسعاف الجوي المتمركزة في قاعدة طيران الهلال الأحمر السعودي في عرفات باشرت موقع الحادثة للتعامل مع الإصابات في الموقع بعد أن تلقت بلاغاً عنها في تمام الساعة التاسعة مساء، حيث نقلت الطائرات ست حالات بمعدل حالتين في كل طائرة إلى كل من مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة، ومستشفى النور بمكةالمكرمة. وأفاد الكابتن الجوفي بأن عمليات الإسعاف الجوي تلقت أيضاً بعد إقلاع الطائرات الثلاث ب20 دقيقة بلاغاً آخر بوقوع حادثة تصادم آخر في التفويج على طريق مكةالمكرمة - المدينةالمنورة تسببت في إصابة خمسة أشخاص بإصابات متفرقة، موضحاً أن طائرة رابعة من طائرات الإسعاف الجوي استجابت على الفور لهذا البلاغ وباشرت موقع الحادثة، حيث تم التعامل مع الإصابات في الموقع، ونقلت حالتان من موقع الحادثة إلى مستشفى النور في مكةالمكرمة.