الإعلام هو الوجهة الأولى للفرد في كل مجالات حياته ويلعب دوراًَ مهماً في تكوين شخصيته واتجاهه بل وحتى طريقة تعامله مع الآخرين، فصناعة الصحف والإعلام المرئي هي من تتحكم في العقلية وتحدد اتجاهاتها، فمثلاً يظهر في السعودية اتجاهان أو ثلاثة من الناحية المعتقدات، متشددٌ لا يرى المرأة إلا كائناً كالسمكة إذا خرجت من الماء ماتت، متفتحٌ يرى المرأة مستقلة وتستطيع تكوين أمة بدون رجال، ووسطيٌ يرى المرأة أمّاً وعاملة وذات قيمة معنوية لا جسدية، فغالب الصراعات تدور حول المرأة وكأنها الشغل الشاغل في السعودية، فيصور أن السعودية تعاني ضرراً من أو للمرأة. وهذا خاطئ تماماً. سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أعطى للإعلام اهتماماً خاصاً لمعرفته بأهميته للفرد والمجتمع حفظه الله، ونحن كمواطنين إعلاميين من السعوديين نحمل رسالة نريد إيصالها للعالم والمجتمع أن المرأة في السعودية ليست منزوعة الحقوق ومضطهدة، بل لديها ما تربو إليه. فخادم الحرمين أنصفها وأشركها سياسياً في صنع القرار بالسعودية من خلال إشراكها في مجلس الشورى، لكن بعض المتشددين أخيراً لم يهتم بقرار الملك - حفظه الله - التاريخي بقدر اهتمامه بأن تكون النساء في مدخل خاص وطابق منفصل عن الرجال، وكأن أعضاء مجلس الشورى مراهقون وأطفال يريدون الاستيلاء على المرأة. مبدأ سد الذرائع أخذ بأن يصبح هاجساً يؤرق فئة من المجتمع لتجعلهم يتفنون في إطلاق أحكام غريبة عجيبة وتحصل المرأة على النصيب الأسد من كعكة الأحكام الغريب هذه، كثرة الكبت تولد الانفجار، فلنأخذ من الظن أحسنه ولا نجري ونحسب أن كل رجال السعودية ذئابٌ بشرية لا تنفك أن ترى امرأة حتى تنقض عليها! في الولاياتالمتحدة الأميركية، يشاركني في الصف سعوديات وسعوديون، وأميركيون وأميركيات، وأجانب عدة، يشكل فصلي خليط متكامل من النساء والرجال، لم أذكر أن هنالك مرة تعرض أحد من الرجال إلى أي امرأة، هذا وهم في بلد يستحب ويسمح بشرب المشروبات الروحية التي تذهب العقل وتخرج الشخص عن صوابه، فلما هذا الخوف من الاختلاط؟ فيأتي هنا دور الإعلام لنشر ثقافة الاختلاط الإسلامي بالحجاب الشرعي! وبضوابط الاحترام والأدب، أليست الأسواق التجارية بالمملكة مختلطة؟ أليست المستشفيات مختلطة؟ أليست المملكة العربية السعودية تجمع صنفين من الشعب ذكرٍ وأنثى؟ فلمَ نضع عقوداً ومشكلات لشيء سهل ولكن يساء فهمه؟ أحمد عبدالله الرزيق - الرياض [email protected]