أعلن مسؤولون في جدة عن وفاة أربعة أشخاص، وإنقاذ 1417 محتجزاً، وإيواء نحو ألفي شخص من المتضررين وقالوا:"إنهم تعاقدوا مع عدد من الفنادق والشقق المفروشة لإيواء جميع المتضررين"، فيما أعلن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، أنه دعا الوزراء المعنيين بالكارثة إلى اجتماع بعد غد. وقال النائب الثاني:"إنه إنفاذاً لتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بتوفير كل التعزيزات وبشكل عاجل للحد من الأضرار التي واكبت الأمطار والسيول في محافظة جدة وما جاورها، فقد كلفني سيدي نائب خادم الحرمين الشريفين بضرورة عقد اجتماع عاجل مع الوزراء المعنيين بهذه المشكلة، والتحضير من الآن لعرض دراسة لجميع الأمور المتعلقة بتصريف السيول، ودراسة العقود السابقة، والمبالغ المرصودة لكل جهة، لمعرفة ما يمكن عمله عاجلاً، وما هي الأمور التي يجب عملها فوراً، لما يضمن عدم تكرار مثل ذلك مستقبلاً". وأعلن أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل في مؤتمر صحافي عقده أمس، عقب جولة على الأحياء المتضررة، أن المتوفين هم سعودي وتركي ومصري ويمني، مرجعاً الكارثة إلى"كثافة الأمطار التي هطلت على المحافظة، والتي قال إن منسوبها تجاوز 120 ملم، إضافة إلى افتقار جدة إلى مشروع تصريف مياه الأمطار والسيول". وفي الوقت الذي انقطعت فيه الكهرباء عن نحو 69 ألف مشترك، أشرفت محافظة جدة على إجلاء نحو 300 طالبة احتجزن داخل إحدى الجامعات الخاصة. من جهته، وجّه وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب، أمانات منطقة الرياض والعاصمة المقدسة ومنطقة المدينةالمنورة والمنطقة الشرقية ومنطقة القصيم ومنطقة جازان ومحافظة الطائف، بسرعة مساندة أمانة محافظة جدة، بتوفير كل الإمكانات والتعزيزات من المعدات والعمالة وبشكل عاجل، للحد من الأضرار التي واكبت الأمطار، التي هطلت على محافظة جدة، وحشد كل الطاقات لذلك، كما وجّه وزير الشؤون الاجتماعية يوسف العثيمين الشؤون الاجتماعية بمكةالمكرمة ومكتب الضمان الاجتماعي، بأن يكونوا في حال استعداد تام، لمساندة جهود الإغاثة وإنقاذ المتضررين، مهيباً بالجمعيات الخيرية بذل كل جهد ممكن للمساعدة. وكانت الجهات المعنية تعاقدت مع عدد من الشقق المفروشة والفنادق لإيواء المتضررين، كما قامت بصرف بدلات سكن وإعاشة لآخرين. من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني، إيقاف أعمال المعلمين والمعلمات في مدارس المرحلة الابتدائية في جدة الأسبوع المقبل، على أن تكون عودتهم مع بداية الفصل الدراسي الثاني، فيما تُعلق الدراسة للمرحلتين المتوسطة والثانوية في محافظة جدة يوم السبت المقبل، ويتم لاحقاً تحديد موعد الاختبار لليوم الذي ستعلق فيه الدراسة مع بداية الفصل الدراسي الثاني. وفي نطاق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتوفير وتسخير كل الإمكانات، من أجل تأمين أعلى درجات السلامة والأمن والراحة لأهالي محافظة جدة إثر هطول الأمطار الغزيرة عليها يوم الأربعاء، وضمن خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة أخطار السيول والأمطار، تم دعم إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة بقوات مساندة من العاصمة المقدسة والطائف، وأيضاً فرق إنقاذ وغواصين من قوات الطوارئ الخاصة من الرياض وعسير. وقال المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري:"إن هذه القوات تكوّنت من أفراد وضباط متخصصين في عمليات الإنقاذ في المياه الراكدة والجارية"، مشيراً إلى أن الدفاع المدني في حال تلقيه التحذيرات من مصلحة الأرصاد بإمكان هطول أمطار على محافظة جدة، أعلن جاهزيته ورفع درجة الاستعداد، وقام بتحذير المواطنين والمقيمين عبر وسائل الإعلام. وأضاف:"كما عقدت اللجنة الفرعية الفورية لتدابير الدفاع المدني، اجتماعاً برئاسة محافظ محافظة جدة الأمير مشعل بن ماجد عبدالعزيز، إذ باشرت أعمالها بتطبيق خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة السيول والأمطار، من خلال 18 جهة حكومية أعضاء في مجلس الدفاع المدني، كما تم تقسيم المحافظة إلى مربعات عدة، ونشر القوات فيها، إذ تكوّنت المجموعات من فرق غوص وإنقاذ مزودين بقوارب نجاة، حرصاً على أن يكون وجودهم في أرجاء المحافظة، من أجل سرعة الوصول والاستجابة الفورية، لتلبية الاستغاثة لمن يحتاجها". وأضاف:"كنا مدركين سلفاً لصعوبة التنقل في مثل هذه الظروف، لذلك عمدنا لتنفيذ هذه الخطة، التي أسهمت في مواجهة الحدث، من خلال الفرق الميدانية والفرق الجوية المكوّنة من طيران الدفاع المدني وطيران القوات المسلحة، وتمكّنت من إنقاذ أكثر من 866 محتجزاً بواسطة الفرق الأرضية، وأكثر من 465 بواسطة الطائرات، التي تجاوز عددها 19 طائرة"، مشيراً إلى أن عدد الوفيات بلغ 4، وما زالت عملية الإنقاذ مستمرة. وأوضح التويجري أنه تم تشكيل فرق مساندة وأيضاً لجان إسكان، إذ تم تقديم الإعاشة والإغاثة والإسكان لعدد من الأسر، كما تم تشكيل لجان لحصر الأضرار. وأشار إلى أن ما شهدته محافظة جدة أمر ليس ببسيط، إذ بلغ منسوب المياه 111 ملم، ولكن جهود فرق الإنقاذ وما وفّرته حكومة خادم الحرمين الشريفين خففت من هول الحدث. ودعا المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر في مثل هذه الأجواء من أجل سلامتهم، مشيداً بمستوى الوعي والتكاتف والتآخي، الذي يسود بين المواطنين والمقيمين في محافظة جدة، الذي أسهم في التخفيف من الآثار والأضرار البشرية.