تحولت قاعة الغرفة التجارية التي شهدت الاجتماع الذي عقدته"هيئة الصحافيين السعوديين"في الدمام بأعضاء مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي، مساء الاثنين الماضي، إلى خيمة شعبية يلقى فيها قصائد نبطية تمدح النادي وتشيد بانجازاته، إذ قدم الشاعر خالد الخالدي قصيدة باسم"هيئة الصحافيين السعوديين"، استهلها قائلاً:"خذو مني تعبير باسم الصحافة/باسم الصحافة كلبوها والإعلام"، ثم انطلق الخالدي، الذي يقدم برنامجاً شعبياً في التلفزيون السعودي، كما أنه مسؤول عن لجنة التراث الشعبي في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، يمدح النادي الأدبي إذ قال في القصيدة"للنادي إلي بالأدب له مسافة/تاريخ أبيض يوم نكتب بالأقلام/نتايج كلن يراعي وشافه..الرقم الأول عند ترتيب الأرقام". وتساءل بعض الحضور، ومنهم أعضاء في مجلس إدارة النادي الجديد، حول المغزى من قصيدة نبطية تلقى في اجتماع بين ناد أدبي وبعض الإعلاميين،"ناد لا علاقة له بالشعر الشعبي وثقافته، إذ ان له مؤسساته التي ترعاه، لكن آخرين قالوا إن الأمر لا يخلو من تدخل لثقافة القبيلة". الخالدي قال إن ممثل"هيئة الصحافيين السعوديين"في المنطقة الشرقية طلب منه كتابة قصيدة في المناسبة. وأنه سعى إلى إنجازها في أسرع وقت ممكن. وبدا الشاعر مسروراً وهو يقرأها على المثقفين، الذي عبر بعضهم عن صعوبة في فهم بعض مفرداتها، ناهيك بمراميها. ومما ورد في القصيدة حول النادي وأهل الأدب:"ياهل الأدب ماهي سوالف طرافة/حميتو الأمجاد من كل هدام/كلن يسجل لجل هذا اعترافه/حصيدكم عام مضى يتبعه عام/العسر زينتو طبايع عسافه"الخيل"/طوعتوا الكايد وتمشون قدام"الأدباء"/كل الوسائل جاهزة باحترافه..وسائل الإعلام في كل الأقسام/منشانكم كل يقدم ضيافة/لجل الأدب ياقف على كل الأقدام". على أن اللافت في الأمر أنه في الوقت الذي راح يكيل فيه الشاعر الشعبي باسم" هيئة الصحفيين السعوديين"الثناء والمديح، على"أدبي الشرقية"جاعلا منه الأول من دون منازع، هاجم مراسلو الصحف رئيس النادي، محاصرين إياه بالأسئلة والاتهامات حول قصور النادي وتفرغه للدعاية لنفسه، قبل أن يقوم بأي فعالية لافتة. ومن الطبيعي أن يرفض رئيس النادي محمد بودي أن تعتبر فعاليات النادي بأنها"احتفالية وبعيدة عن الحراك الفعلي الدائر في المشهد الثقافي"، كون النادي حتى الآن حصر فعالياته في حفلة توقيع الكتب ووعود بأمسيات سماها ب"ليالي الوفاء". من جهة أخرى اتسم اللقاء بالهدوء ولم يجد تفاعلاً كبيراً ما بين الإعلاميين الحاضرين، وما بين أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء اللجان العاملة بالنادي. وقال بودي:"نحن في النادي نسير بجناحين هما جناح الأدب والنشر الإعلامي، ودونهما لن نصل إلى شرائح المجتمع كافة، لذلك هذا اللقاء جاء في الوقت المناسب وذلك بقصد إكمال مسيرة التي بدأها المجلسان السابقان، فهذه المنطقة غنية بالمواهب وتحتاج إلى المزيد من العناية.. لذلك نحن بحاجة لشراكة حقيقية معكم". ووصف الإعلام بأنه"مجحف"في حق النادي،"ونحن في البداية ومن الضروري وجود العمل الإعلامي في المجال الثقافي، لذلك نجد أن لجنة الإعلام بالنادي برئاسة القاص فالح الصغير تستغل جميع الوسائل المتاحة من أعلام مقروء أو مرئي أو الكتروني بغية الوصول إلى الشرائح كافة، حتى لا نجد أنفسنا يوماً في جزيرة معزولة". وهنا علق الصغير بأن جميع الإعلاميين هم أعضاء في لجنة الإعلام،"وقد وفر النادي مركزاً إعلامياً لخدمة الإعلاميين وهذه بادرة قد تكون الأولى على مستوى المملكة، كما تم استغل جميع وسائل الإعلام الجديد لخدمة النادي وتواصل مع أكبر شريحة ممكنة". وذكر محمد بودي بأن النادي الآن في طور عدد من الخطط الطموحة، ومنها إقامة ملتقى دارين الثقافي الأول،"ودارين تلك الجزيرة الهادئة هي رمز تاريخي يعبق بالثقافة والتجارة والفكر والأدب، وأخرجت لنا مجموعة من الشعراء أمثال محمد الفيحاني وغيره كثير. ويعتبر هذا أول ملتقى ثقافي يقام في المنطقة الشرقية وهو هدية من النادي لمحبي الفكر والشعر، على رغم قصر عمر المجلس وكثرة الصعوبات التي يواجهها، مثل البحث عن شراكة مع رجال الأعمال وكذلك تجهيز المبنى الجديد في المكتبة العامة بقصد إخلاء المبني الحالي المستأجر". وتحدث رئيس لجنة المطبوعات سعيد أبو عالي، فقال:"جميل أن يكون هناك تماه ما بين المثقفين والإعلاميين في الفكر والأهداف، لأن المسيرة لن تتقدم ما لم تتلاحم الجهود، فالنادي بحاجة إلى حكمة الشيوخ وحماسة الشباب". وفي الاجتماع وعد بودي بتكريم كل من الشيخ عبدالرحمن العبيد والشاعر محمد الثبيتي وذلك على هامش حفلة ستقام قريباً لتكريم رواد المنطقة بمناسبة شفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.