تكاد تختلف التشخصيات الطبية من مستشفى لآخر، سواء كان حكومياً أو خاصاً، وتبقى حياتنا عرضة أمام هذه التشخيصات، إما تكون صحيحة وينجى صاحبها من تجارب أطباء جدد جاءوا لعمل تجارب على حياة البشر، أو يكون العكس، وقد يتعرض المريض لأحد الأمرين، إما أن يصاب بجلطة، أو موت محقق بسبب تشخيص خاطئ، وهذا يحدث كثيراً في مستشفياتنا بصفة يومية ويروح ضحيته الكثيرون، لقد اكتشفت ذلك بنفسي، إذ كنت أشكو من صداع شديد في الرأس فذهبت لمستشفى خاص قريب من سكني فشرحت للطبيب المناوب ما أعانيه من ألم، فشخص حالتي وصرف لي العلاج المناسب المكون من"ستة"أنواع، تألمت أكثر وزاد ألم الصداع فلم أحتمل، فذهبت إلى مستشفى خاص آخر، وكل ذلك على التأمين، إذ أدفع نسبة فقط، فكانت النتيجة هو صرف الكثير من الأدوية، تناولتها أيضاً فلم تأتِ بفائدة، على رغم انتظاري أكبر وقت لكي يأتي مفعولها بنتيجة تريحني من شدة الألم المتعب الذي صاحبني منذ الصباح الباكر، ولكي أحسم هذا الموضوع مع نفسي أخذت معي جميع الأدوية التي تم صرفها وذهبت إلى أكبر مستشفى حكومي والتقيت أحد الأطباء، وهو من جنسية عربية، شخَّص حالتي بعد أن شرحت له المسلسل كاملاً، فأرشدني إلى استعمال دوائين فقط صرفهما لي، ونصحني برمي جميع الأدوية التي صرفت لي من مستشفيات خاصة، علماً بأن سعرها يفوق"500"ريال، وبعد نصف ساعة من تناول الدواء زال الصداع. أنا من هنا لا أشك في ما تقدمه المستشفيات الخاصة، بل إن هناك أموراً داخلية تحتم عليهم تصريف الأدوية أولاً بأول تلافياً لتخزينها في المخازن، ولكن يبقى السؤال إلى متى وحياة البشر رخيصة، لاسيما أننا نعيش في مستويات متقدمة في ما يتعلق بالصحة نظراً إلى توفر الإمكانات؟ يحيى أبوطالب - جدة [email protected]