قد تكاد تختلف التشخيصات الطبية من مستشفى لآخر، سواء حكومي أو خاص، وتبقى حياتنا عرضة أمام هذه التشخيصات، إمّا تكون صحيحة وينجو صاحبها من تجارب أطباء جدد، جاءوا لعمل تجارب على حياة البشر، أو يكون العكس! وقد يتعرض المريض لأحد الأمرين إمّا أن يصاب بجلطة، أو موت محقق بسبب تشخيص خاطئ، وهو يحدث كثيرًا في مستشفياتنا، ويروح ضحيته الكثيرون. لقد حاولت اكتشاف ذلك بنفسي، حيث أشكو من صداع شديد في الرأس، فذهبت لمستشفى خاص قريب من سكني، فشرحت للطبيب المناوب ما أعانيه من ألم، فشخّص حالتي، وصرف لي العلاج المناسب المكوّن من 6 أنواع! تألّمت أكثر، وزاد ألم الصداع، فلم أحتمل، فذهبت إلى مستشفى خاص آخر، وكل ذلك على التأمين، حيث أدفع نسبة فقط، فكانت النتيجة هي صرف العديد من الأدوية، وتناولتها أيضًا، ولم تأتِ بفائدة، ولكي أحسم هذا الموضوع مع نفسي، أخذتُ معي جميع الأدوية التي تم صرفها، وذهبتُ إلى أكبر مستشفى حكومي بمحافظة جدة، والتقيتُ أحد الأطباء، وهو من جنسية عربية، شخّص حالتي بعد أن شرحتُ له المسلسل كاملاً، فأرشدني إلى دواءين صرفهما لي، ونصحني أن أقوم برمي جميع الأدوية التي صُرفت لي من مستشفيات خاصة، وسعرها يفوق 500 ريال! وبعد نصف ساعة من تناول الدواء زال الصداع. أنا من هنا لا أشك فيما تقدّمه المستشفيات الخاصة، بل إن هناك أمورًا داخلية تحتّم عليهم تصريف الأدوية أولاً بأول لتخزينها في المخازن. ولكن يبقى السؤال: إلى متى وحياة البشر رخيصة، لاسيما وأننا نعيش في مستويات متقدّمة فيما يتعلق بالصحة، نظرًا لتوفر الإمكانيات؟ ومن الأخطاء الطبية الفادحة وفاة أمي في مستشفى خاص، ورغم فصل الطبيب الذي لديه معرفة بالواقعة إلاّ أن وزارة الصحة لم تحرّك ساكنًا! فأنقذونا، وأغيثونا من الأخطاء المتكررة.